الجمعة، 12 سبتمبر 2014

نبذة عن رسالة الماجستير الموسومة بأدب الرسائل الديوانية في المغرب والأندلس.من الفتح الى سقوط غرناطة.د/سامية جباري

 
      إن اهتمام الباحثين بالتراث الشعري خلال الحكم الإسلامي لا زال يحتل الأولوية في الدراسات الفكرية والأدبية مما جعلني أفكر في دراسة شاملة للرسالة الديوانية كتراث نثري يمكننا من استجلاء معالم حضارة راقية طيلة تواجد المسلمين بالأندلس.
وبعد البحث والتنقيب ثم اختياري لموضوع الرسائل الديوانية في المغرب والأندلس من الفتح إلى سقوط غرناطة، وقد وجدت بعد الدراسة أن معظم من كتب عن النثر الفني في الأندلس إلا واقتصر على فترة معينة لا تتجاوز القرنين، من هنا فضلت أن يكون بحثي جامعا لكل الفترات (92هـ-897هـ) أي ما يقارب ثمان قرون ليكون حلقة من حلقات النثر الفني يتسنى لنا من خلاله إعطاء صورة واضحة عن معالم الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس، ولم يكن بإمكاني الفصل بين العدوتين لما يربطهما من علاقات إدارية وسياسة وتأثير فكري وحضاري.
وقد وجدت أيضا أن الرسالة الديوانية في العدوتين كانت وسيلة إعلامية في تثبيت دعائم حكم الأمراء والسادة والخلفاء وهي بذلك أقدم وثيقة يمكن الاعتماد عليها لاستجلاء الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لهذه الفترة، لذا كان لزاما علينا أن نلقي الضوء على مختلف الأحداث التاريخية لما لها من الأثر البين في سياسة الدولة، ومناهج الحكم فيها، والتي تنشأ بموجها الكتب الديوانية. وقد تناولت بحثي هذا بالدراسة في فصول أربعة:



الفصل الأول: وقد تطرقت فيه إلى الجانب التاريخي، فدرست الإطار السياسي معتمدة على ذكر كل دولة نشأتها، هدفها وسياستها المنتهجة في الإدارة والحكم، ثمّ أهم المعارك التي شهدتها، محاولة ربط هذه الأحداث بالموضوع الأساسي وهو الرسائل الديوانية وكيف كانت هذه الأخيرة رسولا بين الحكام والقادة والجنود والرعية وحتى الدول المجاورة، ثم انتقلت إلى الإطار الاجتماعي لأركز على الهيكل العام لكل دولة وأهم عناصر المجتمع فيها من عرب، بربر، غز، موالي ويهود ومعاهدون وغيرهم ممن كان لهم الأثر البارز في تسيير شؤون البلاد، مركزة في ذلك على موقف السلطة الحاكمة من هؤلاء جميعا.
        ثمّ انتقلت إلى الإطار الثقافي، وذكرت فيه حالة الفكر والعلم والأدب في كل فترة والتي تنبىء عن حياة فكرية مزدهرة واستشهدت بشخصيات بارزة في كل فن أو علم ودورهم في التطور الفكري والنهضة العلمية.
        أما الفصل الثاني: فقد صنفت فيه موضوعات الرسائل الديوانية إلى محاور هي: رسائل البيعة، تقاديم الولاة والقادة والقضاة، التوقيعات، رسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كتب الشكايات والاعتداءات، المعاهدات، كتب إلى الخارجين عن الطاعة وكذا المقصرين، وكتب الجهاد والفتوحات.
حاولت خلالها أن استشهد بنموذج لكل عصر من العصور اللّهم إلاّ إذا لم أجد بعد طول بحث، فاشتمل بذلك كل محور على نماذج مختلفة لكل فترة.
أما الفصل الثالث: فقد خصصته للدراسة الفنية للرسائل الديوانية، فدرست بنيتها من حيث البدء والعرض والختام، ثم أسلوبها، وتطرقت إلى الجانب البلاغي والبياني معتمدة على مختلف الوثائق السياسية للفترة الزمنية الطويلة.
أما الفصل الرابع والأخير، فقد ركزت فيه على دراسة نماذج لكتّاب الرسائل الديوانية لما للكتّاب من أهمية كبيرة في إنشائها، لا سيما وأن الخلفاء والأمراء والسادة لم ينفكوا من اختيار كتّاب الديوان، فحشدوا منهم لفيفا كبيرا ذاع صيتهم وطارت شهرتهم حتى أصبح ديوان إنشائهم مدرسة فكرية وثقافية، ونظرا لطول الفترة المدروسة لم يسعني الوقت أن أقف عند كل شخصية من أرباب الإنشاء، حرصت في ذلك على أن تكون كل شخصية كتبت لفترتين، فوقفت على عبد المجيد بن عبدون كاتب دولة بني الأفطس من الطوائف ثمّ كاتب المرابطين، وشخصية أبو جعفر بن عطية كاتب المرابطين والموحدين، وأخيرا أبو المطرف بن عميرة يمثل فترة الموحدين وبداية الثائـرين من بني هود.
        حاولت خلال الترجمة لهؤلاء أن أقف على أبرز الأحداث في حياتهم وبطريقة مختصرة تفاديا للتكرار.
                ثم كانت الخاتمة وقد اقتصرت فيها على ذكر أهم نتائج البحث، ونظرا لسعة البحث الممتد من الفتح إلى سقوط غرناطة، وتنوع مواضيعه تعددت أمامي المصادر والمراجع والتي مكنتني من عيش البحث غماره بإصرار ولهفة.

0 commentaires:

إرسال تعليق