الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

المسافر...د/سامية جباري



في لحظة سكون تغتالني العبارات..
تحمل على صفحات أيامي نفح الذكريات...
تجول بي في محطات القطار وعلى قارعة الطرقات..
لتلمح مسافرا حلّ بكل البلدان..حقيبته شاحبة الألوان..
بريق عينيه يروي لوعة المشتاق..وقسمات وجهه تنذر بغياب الحيران..
أما البسمة منه كما لون الرمال بعيدة المرام..
سرحانه ينبئ بسحابة تحبس القطران..
في لحظة سكون تسمع صفارة القطار..
يفزعك دويّها فيصمّ منك الأذان...
يزداد نبض قلبك فتتحرك فيك الأشجان
فتثيرك كثرة السؤال ..؟؟؟؟؟؟؟؟
أترى المسافر سيقلّه القطار؟؟؟
أم أنه يقعد على أحد أرصفته..يحمل لفائف ورق بال يحكي قصة شهريار
بين سطورها تبدو ملامح ابنة السلطان؟؟؟
يغريه جمالها..وينسيه عبيرها موعد السيران.
فيضطر ساهرا يأمل موعدا متجددا ليلحق بالركبان.؟؟
أم أنه سيطوي ليله انتظارا ليعود أدراجه إلى اللا مكان؟؟؟؟
حيث يجلس أمام فنجان قهوته البارد ليضع نهاية قصة ساحرته الغنّاء؟؟؟
في درج مكتبه الباهت الألوان يركن آلاف قصص من حكايات شهرزاد..
واحدة سمراء أخّاذة..وأخرى شهباء وضّاءة..أما الشقراء فملأت حياته سعادة..
لم تأخذ لون عينيها من زرقة السماء..
ولا لون شعرها من أشعة الشمس في غسق الليل او ضوء النهار..
عرفها شامخة متمردة على نفسها وعلى الحسرات..
أخذت من الغزال خفّتها..ومن السنديان حرية التجوال..
ومن اللبؤة قوّة الاحتواء...
حكايتها لاتدوّنها أساطير الكتّاب..
ولا يكفيهم لسردها مداد الأقلام..
هي شبه أسطورة أو ملحمة الاغريق واليونان..
فكيف هان على المسافر أن يوقّع أجندته بخضاب النسيان؟؟؟

د/سامية جباري

0 commentaires:

إرسال تعليق