جفّت محبرتي وريشتي ممزوجة ببقايا مداد
قلت لها تكلمي فالسرّ لم يعد يهوى غلق
الابواب
اكتبي عن نهر أحاسيسك والشعور الفياض
امزجي ماءك بدمعي واصنعي منه الحبر والدواء
غوصي في ذاكرتي في وجداني وانقشي رسمك بلا
هواد
احفري على الاوراق على الصخور الراسيات
والجبال
عطّري يراعك بلون الرمال واسكبي له مياه
البحر والغدران
خطي ملامح عاشق خلدت ذكراه الايام والازمان
وذكّريهم بليلى وعبلة ودونهما عزّة المرام؟
هل حقا كنّ في الهوى للعاشقين مثال؟؟
ماعادت ديارهن يبكيها الولهان؟؟
ولا على أطلالها يقف المكلوم بالفراق؟
أين البوح والشوق والغزل الهدار؟؟
أين الهمس واللمس والغمز من الطرف الأخاذ؟؟
أين الوصل رسولك في الدجى يحيي الفؤاد؟؟
أين التبسم من الشفاه يخترق اللباب؟؟
اين الأنس والسمر ينير بالعشق ضباب؟؟
أين الشهد بين ورودك أتنفسه عشقا بلا
انقطاع؟؟
اين الأقاح كنت أعيشها معك ليلا ونهار بل
غداة ورواح؟؟
دعوتني فلبيت وقلنا هاهنا الهوى عنوان؟؟
أتدلل بين ذراعيك يلفني عطرك سيدي لا محال
دفؤك، قربك، دفع شعري اليك هطالا في
انسياب؟
أقول في هواك ترانيم لو عدت في الشعر لكانت
من الاخيار
ليت قلبي لم يصبه سهم لحظيك وبقي يهيم في
عباب السماء؟
لم يعد لي منك أطيب الكلم وما جدت به من
درر الالفاظ؟؟
كأنه الحلم مرّ سريعا حقا غرقت في الأوهام؟
تبكيني السماء تنعيني بمائها المزن كل عشية
وإبكار؟
لا الأوزان تفي ولا القوافي تغني بل
العبارات في شتات؟
أطويت الصحف ام جفت الأقلام فلم يعد لهمسك
مرام؟؟
حقّ لمحبرتي ان تجف ولاتسعها مياه البحر ولا
دموعك مداد؟؟
د/سامية جباري