سحر البعاد...
هبّت ريح الصبابة تنهش وجداني..
وتحفر ثنايا الكهوف في شرياني..
أميل مع الهوى يجذبني تحناني..
لأنقش على وجه الماء صورة إنسان..
وألوّح بناظري في السماء فأرى السحاب بركاني..
الشمس تهمس لي تعلّمني الأشياء وأبعاد الألوان..
دع المفردات تغني على أوتار القضبان..
فالحرف يجود بالاسم واللقب والمكان..
والجملة في البوح سرّ التقديم والتأخير هو في حسباني
إن أنت أدركت فأنا لازلت أبحث عن الصفة والحال والتمييز في بيان
إعجاز هو قدرك يستوقفك بعلامات اعجاب واستفهام؟؟؟
وسأرسم بظرف الزمان والمكان أنبل قصة دونما نسيان
حتى الفعل هو ثلاثة أزمان لا انت تذكّرت ماضيه ...
ولا صغت مضارعه ...ولا أمرك حاز بمعان..
قواميس اللغة تجردت من أفعال وأقوال وأشواق..
زمجري يا أخيلتي وصوري ودكّي العتاب في سياق الكلام
واخبريهم سمائي لاتمطر وردا بل حجارة ودخّان..
إذا الصفو لاح في نسائمي فمن فيض شوق وأحلام
فليخشوا أروقتي إذا طاف بها فتيل نيران..
فأنا أميّز بينهما فأختار أرقّها لأمدّك من تحناني..
صبر أسكبه على جمر النوى فأحيا بقلبين
أحدهما يعذّب والثاني يأبى إلاّ التمرد دون عصيان..
يختال بين الأقاح يشمّ عطرها..
وينسج من ورودها فراشا بحثا عن عنواني..
بالمسك أرشّني..والعطر الزكّي جوادي..
والياسمين في روضتي يغني ندرته بالبياض..
وأختم هلاّ أدركت بطول نوى لذّة البعاد..؟؟؟
فاسقني كأسا منها مخضّبة أرشفها فأنساني؟؟
د/سامية جباري