الاثنين، 23 نوفمبر 2015

شمسي تنير في غسق الظلام.؟؟د/سامية جباري


وأنا أشرب فنجان قهوتي المسائي المعتاد، أرتشف وأمعن النظر في الكتاب..
أقرأ القصة العجيبة باختلاس، أمام مدفأة بيتي الصغير ،في ركن هناك أجلس على كرسي خشبي من طراز قديم من خيزران.. 
أسبح بمخيلتي في تفاصيل قصة ليلية قبل أن أنام..
أقلّب الصفحات بهدوء ليس كالمعتاد.. أرتقب المشاهد أعايش الأدوار.
وعلى وقع برد شديد يهزّ الأرجاء زخاّت مطر تسّاقط على نافذة مكتبتي بانتظام..
أعجبتني صورة الضباب الذي يملأ الزجاج فرحت أمسحه بيدي فإذا الحديقة الغناء أضحت موحشة بالسواد..
أمعنت النظر وإذا بعصفورة تلتصق بالزجاج تعزف لحن الغربة والبعاد. بمنقارها الصغير طرقته خفّة وهي تسبي الأنظار.تحايلت ودخلت بيتي وسقتني ألف حوار..
تعجبت حديقتي ليس بها عصافير ولا صياد يهوى التغاريد بالأسحار..
وعجبت لدخولها بيتي دون استئذان وتعجبت أكثر للصياد يلوّح ببندقيته صوبي يرميني شتما وبالسباب..
عرّجت بنظرتي المميّزة التي تخترق الألباب، وقلت جرأة لما الدخول بدون استئذان؟؟؟
البيت بيتي ولا مكان فيه للأغراب ، شدّني وعزّني في الخطاب. وقال بل عصفورتك أردّها إلى عشّها هل أنا في ضلال..
رماني بسهم جارتي وغلّظ الأيمان ؟؟ يوهمني عمدا أني تائهة عن الحقيقة بل أنا في الخيال؟؟
طعم قهوتي تغيّر ومذاقها مازجه البن كالتراب..
نظرت إلى العصفورة فوجدت لباسها من حنايا ليل تحكي الألغاز..لاعجب فقد صرت أعرف طريقي لامستها حنانا وقلت أنت ببيتي ضيفة و أنا أهوى كشف الأستار..
وقلت للصياد ارفع عنك بندقيتك العصفورة ضلّت عشّها وأنا للغريب ألف ملاذ.. واكمل سيرك فالطريق بات طويلا موحشا مملوء بالأشواك..
وأنا لا ابالي فجدران بيتي منقوش عليها مرحبا بكل من ضاع.
لم يرقه قولي وعقد الحاجبين وتنفس الصعداء، وأعلنها حربا شعواء لربما لها في التاريخ أختا كداحس والغبراء.
ومضى مصعّرا خدّه يقول لا..... هنا يتوقف القطار؟؟؟؟؟
مضى ونسي بندقيته على رف مكتبتي تنتظر ما ستفعله الأقدار...
تبسمت من قوله وفعله وقلت شتّان بين فحوى ضمّة الجبل وليل سابغ بلغ فيه الهجر مداه..
أكملت شرب قهوتي وتناغمت مع حروف قصتي وأدركت أنه مهما الليل طال فإن شمسي ستشرق وتنير في غسق الظلام...