السبت، 21 نوفمبر 2015

حنان الأم الى اين..؟؟د/سامية جباري


جلست ذات يوم تطل من نافذة غرفتها تتأمل طفلها الذي غادرحضنها بعد عراك بينهما شديد، لا الام استطاعت ان تكتم المها ولا الطفل استطاع ان يغض طرفه عنها..
تنظر اليه سابحة في سماء ذكرياتها حينما كانت تداعب وجنيته ثم تمسح بيدها على شعر راسه وهو مستلق في حجرها.. تطعمه بيدها لقمة تتقاسمها معه..تغطيه من برد وتحميه من مرض وتهفو لوجع يلحق به،،تسهر لياليها تنتظر ساعة غفوته ليحلو بعده النوم العسير..
وقفت ترصد خطواته،تتامله وهو يمشي رافعا راسه خيلاء يتباهى بالغلبة..وهو يعزف اغنية انكسار قلب مرهف..
تأملته عند حلول الظلام وهو يطرق باب الجيران واحدا واحداا... هناك من يوصد له بابه وهناك من يفتح يستقبله كعابر سبيل يطعمه او يسقيه لكنه ابدااا لن يأويه..
فيتخذ من الرصيف محطة ومن حقيبته وسادة يترقب المشاة والغزاة وروائع المكان..
ظلام دامس ونجوم تتلألأ. وقمر هناك في الأفق ينير خافتا..باهتا.. متألما..
تأملته وهو يخرج ورقة وقلم حبر مداده السواد يكتب لحظاته الشاردة ... وقد كانت تعطيه من دمها حبرا احمر قان.. يخط به لواعج قلبه المكنون بالدّر النصهر بوهج الضامي..
بات يؤرقها حاله لاهي استطاعت ان تصله ولاهو إلى قلبها دان...
لغة الجفاء حلت محل الود الكامن بين الجوارح والماكث في اضلع ام يحرقها الجوى ويكويها بنار..
وهو من بعيد يترقب لهفتها فيصدّ مشمّرا على السواعد وبيده القضبان.. عزم ترك حضنها وفرّ يبحث عن غيره وهو لايدري انه في خسرااان...

حضن الام لا تعوّضه ضمّة أنس بليل ينساها حال زوال غطاء..

0 commentaires:

إرسال تعليق