الجمعة، 7 نوفمبر 2014

ماري وجبران..د/سامية جباري














ماري وجبران؟؟؟؟
يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة؟؟؟
تتردد هذه المقولة بيننا كثيرا كلما اكتشفنا عظمة بعض الرجال.
الذي استوقفني وشد انتباهي امراة ليست من زماننا قد اصنّفها في اطار العظمة لانها كانت تبعث الروح والامل والدعم لرجل احبته رغم فارق السن بينهما. فكانا بينهما الرباط الروحي الذي لم ينقطع رغم ان الحب بينهما لم يكتمل ولم يتوّج بالزواج، قصة اخرى من قصص الحب المستحيل .
إنها ماري هاسكل.. المراة التي احبت خليل جبران وأمدته بحبها وعواطفها وقد أنصفتها الكتب والروايات المتواترة أنها المعين والمرشد والموجه لكل اعماله بل كانت كل كتاباته لا تنشر حتى تمر عليها بالملاحظة والتصحيح والاضافة؟؟ وكانت تسدل له الخدمات بطيب نفس وفي كل المجالات فكانت السند القوي يستمد من روحها كتاباته وقد اعترف هو بذلك حين أقر انه اصبح فنانا بفضلها.. .
لا تمانع ان تسدل له النصيحة ان وجدت لذلك ضرورة وان تدبّر له اموره وتسانده روحيا ومعنويا وتدفعه نحو الارتقاء لدرجة انه قال لها: أنا أؤمن بك للحد الذي أؤمن فيه بنفسي، ولا اريد ان افعل شيئا لوحدي يستحيل تماما ان اعمل شيئا بدونك ..
تميزت برجاحة عقل وسعة صدر فقد علمت انه احب اثنى عشرة امراة ولم تكن تمانع حبه لهن لانه اعتبرها المراة الحبيبة والصديقة والخليلة تفردت مكانتها عنده بالقرب والوصل الذي يستقر في النفس ولا يزول..
ويعترف انه كان كالطفل بين ذراعيها في حنانها لمس حنان والدته وعطائها وسخائها ولذة القرب من دفئها.. فزاد تعلقه بها .
كانت بينهما رسائل ومكاتبات كلها في الشوق والحب والوفاء والصدق والاستمرار...
انها ماري وجبران قصة اخرى من قصص الحب الذي لم يكتمل.. وهي صورة ناطقة لكثير من قصص اخرى نعيشها .. فياترى هل الوفاء سينتصر؟؟؟ وهل نجد روح ماري هنا؟؟ وجبران ايضا؟؟
مما قاله عنها:
أخذتك أخذ العز رقة ماري **فهويتها والصب كيف يماري
حوراء ناصعة كأن بياضها **نسج من اللماح في النوار
ببهائها انفردت ويحفل إن بدت **منهاجها بمواكب الأنوار
ولها قوام إن تأود خاطرا **أزرى بتأويد القنا الخطار
عجب عجاب للنفوس ذكاؤها **متلألئا في لحظها السحار
في أي مصباح كزاهر وجهها **تتنور الألباب ضوء منار
إن حاضرت في مجمع أو ناظرت **فالحسن في الأسماع والأبصار
يا مريم اعتزي بفضل حزته **جم الصنوف منوع الآثار.
د/سامية جباري

0 commentaires:

إرسال تعليق