رأيته؟؟؟؟
شكا الإسراء منك مرورك دون سلامي
وضجر المعراج بأوبتك دون تلاقي..
عطر وصولك أجّجته سحابة حبست عني مطر الرسائل والتحيات..
هممتَ تحمل حقيبتك وطيف الأماني يسري في عروقك بالمسرّات..
وانا ارمي ببصري أرقب غروب شمس تنحت لقاء زان بالخلاّن
رحتَ ترسم عودتك بنكهة الجمان المتفرد بين الاقران..
ترقب شبيهي بين الجلوس والمارة تُسائِل نفسك في توهان
قد ألقاها تدفّئني بنظرة أو همس فأنسى أتعابي وما اعتراني
ملكتِ منّي القلب ونبضه يسري منك في شرياني..
لو أراها ؟؟ لوألقاها؟؟ فهي شعلة تضيء وجداني..
تثاقلت خطاك والمشي منك يحكي ألم الفقدان..
أتمثّلكَ تلوح بنظرة حيرى تسأل عن غزال هام بالفنان.
حرّى منك العبرات وأنت تذكرني، تمزّق أوصالك في أفناني..
بكاؤكَ يؤرقني فأمسح دمعه بنبض قلبي الحيران..
راحلتك تحكي قرب مجلسي منك والبسمة تغني بالمسرات
تذكّرتَ الحبيب ووصله فمررت على الديار بلا سلام
راحلتك تأبى السير دون لقاء أُحسُّه في السرّ والكتمان..
مررتَ تغازلك دروبي ومداخل الطرقان..
فقلت: أنّى لقارعة طريق بتّ أرقبها أذكر فيها أعذب ألحاني
أنّى لمحطة الوقوف ترتّلُ تسابيح العشق في قراني..
أخذ منك التعب والوجد زاد في عذابك ذاك سرّ دهاني..
مضيتَ ودمع القلب منجرف تحكي الصبابة وألم الفقدان..
ومضيت تقطع المسافات وقلبك معلّق بحرف غرام
نجوم السماء خاشعة يمزّقها منظر الصبّ دون سلوان
والقمر غضّ الطرف مال مع الهوى يرقب منظرها الزاهي بالوان.
يقول لها تجمّلي بالصبر فهو زينتك دون الكحل وأفضل عنواني..
لم يعلم انه شبيهي في معراجه لو شاء كان محطة لقيان
يمسح ماضيه بمنديلها رافعا شارة السلم والغفران..
يهديها لحظة أنس تاق لحلاوتها عذبة كالسكر والأقحوان
قوّة يشعرها بقربها ونفسه في قمّة العنفوان..
مضى وحيدا وبتّ ليلتي أرقبه وأغني مهجتي دون عنواني..
د/سامية جباري