الدكتورة سامية جباري
حظي موضوع وسائل تكنولوجيا الإعلام والاتصال باهتمام العديد من المفكرين، والأكاديميين، والباحثين؛ لما له من دور في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة حيث تعد وسائل الإعلام مصدرًا رئيسًا يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، والاجتماعية بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع. كما يمثل الإعلام عنصرًا مؤثرًا في حياة المجتمعات باعتباره الناشر، والمروج الأساس للفكر والثقافة، ويسهم بفاعلية في عملية تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات المدنية؛ )مما يثير الاستهجان والعجب أن هذه الاتجاهات الإعلامية تأتي في وقت حققت فيه المرآة العربية الكثير من الإنجازات المبهرة التي جعلت منها إنسانا قياديا في مجتمعها، فأصبحت المرآة مهندسة ومعلمة وطبيبة وصاحبة أعمال وخبيرة تكنولوجيا معلومات، وغير ذلك من الوظائف التي كانت لردح من الزمن حكرا على الرجال.(1
فهذه التحولات المهمة في الدور الاجتماعي للمرأة لم تجد، وللأسف الشديد، صدى مناسبا على صفحات الجرائد والمجلات، وعلى شاشات التلفزة، وأثير الإذاعات، وحتى في الفضاء الافتراضي لشبكة العنكبوت الدولية. فالدراسات التي أنجزت حول الموضوع، والتي توجت بالتقرير (2006) الذي أنجزه مركز المرآة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرآة (اليونيفيم) في إطار "برنامج النوع الاجتماعي والإعلام"، يشير بشكل قاطع إلى أن الإعلام بوسائله المختلفة قد حقق تقدما لا بأس به في مجال تجويد صورة المرآة، ولكنه ظل في سواده الأعظم محرقة للنساء ولإنجازات المرأة، والحط من قدر النساء، وتأطير دورهن الاجتماعي في قوالب تقليدية، وعدم المساهمة في تمكينهن من احتلال الحيز المناسب لهن في الوعي المجتمعي، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة(.2
إن أهم ما تؤكده الدراسات والأبحاث وجود فجوة رقمية حقيقية بين صانعي السياسات الإعلامية والباحثين ودارسي المجال النسوى فى المجتمع العربي ،إذ لازالت النظرة الدونية للمرأة مسيطرة على تحديد وضعية المرأة في المجتمع ولازالت الذكورية متغلبة رغم ما وصلنا إليه من تقدم في إشراك المرأة في كل مناحي الحياة )حيث ينطلق الاهتمام بالمرأة من الأيمان بان بكل فرد دور في المجتمع رجلا كان أو امرأة وأن هذا الدور يجب الاعتراف به وتقديره وتعزيزه ، ومن الضروري إعطاء كل فرد الفرصة للمشاركة في كل المجالات والميادين ، مما يحتاج إلي تعزيز القدرات الشخصية وتنميتها ، وتوفير الفرص والسبل للأشكال المختلفة للمشاركة من خلال فلسفة تعتمد في تحقيق التنمية علي عدم عزل المرآة في برامج تنموية خاصة بها رغم العادات والتقاليد التي تشكل عوامل تؤثر في وضع المرآة ، وتحدد دورها (.3
لذلك نجدها محدودة في القدرة على النفاذ إلى تكنولوجيا الإعلام والاتصال بالشكل الذي يسمح لها بتطوير أدائها ومواكبة التطور حتى أضحى ذلك مشكلة إضافية على مشاكل المرأة العربية الأخرى .
)إن صعوبة النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعدّ المشكلة الثالثة التي تواجهها النساء على الصعيد العالمي، بعد الفقر والعنف ضدَ النساء. ولكنّ نفاذ المرأة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تعتبر من أهم ركائز الاقتصاد المعرفي لا يمكن أن يتم في إطار فيه تكنولوجيات ومقاربات تفاوتية وغير مبالية للنوع الاجتماعي على صعيد هيئات صنع القرار. ( 4
رغم أن هذا القطاع له دوره الفعال في تغيير وضعية المرأة نحو الأحسن الى حد اعتباره وسيلة ناجعة في يد المرأة إذا أحسنت استغلاله)فقطاع تقنية المعلومات والاتصالات وسيلة ناجعة في يد المرأة تمكنها من توسيع دورها الاقتصادي، وتزودها بآفاق واسعة تطور شخصيتها وقدراته، وتمكنها من المشاركة الفاعلة في التنمية واتخاذ القرار على مستوى العائلة والمؤسسة والمجتمع(.5
وهذا ما تدعمه بعض الدراسات حيث ظهرت مؤخراً بعض المؤشرات الإيجابية لمشاركة المرأة في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات بعد الإصلاحات التي أتاحت الفرصة للمرأة لاقتحام هذا المجال، إذ بدأت المرأة تشارك الرجل في هذا المجال بنسبة أعلى من المجالات الأخرى، وأصبحت تؤدي دوراً أكثر ثباتاً عبر استخدامها هذه التقنيات الحديثة.
بل أضحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات )أداة قوية بيد النساء للتغلب على التمييز، ولتحقيق المساواة الكاملة، والرفاه، والمشاركة في القرارات التي تؤثر في نوعية حياتهن ومستقبل مجتمعاتهن(. 6
لهذا جاءت هذه الدراسة للتعرف على مدى تفاعل المرأة مع وسائل تكنولوجيا الإعلام والاتصال. وتنبع أهمية الدراسة في أنها قد تسهم في فهم طبيعة استفادة المرأة من تقنيات الإعلام الحديثة وسد الفجوة الرقمية التي تعاني منها الدول النامية في التمييز بين الجنسين )حيث تبلغ نسبة الإناث من مستخدمي الإنترنت في الدول النامية حوالي 4% فقط وتمثل النساء المغربيات ثلث هذه النسبة(. 7
واستخدمت منهج "المسح الاجتماعي" باعتباره أنسب المناهج البحثية لمثل هذه الدراسا ت. حيث قمت بإعداد استبيان شمل أربعة محاور، تعلق المحور الأول برصد البيانات الأولية الخاصة بالنساء المستهدفات، والثاني يحتوى على مدى استخدام العينة لوسائل الاتصال كالهاتف النقال والحاسوب والانترنيت ، والمحور الثالث شمل على مجالات استخدام الانترنيت، اما المحور الأخير فتطرق الى ميادين التواصل الاجتماعي كالبريد الالكتروني، والمدونة ،والمنتديات، والفيسبوك وغيرها لقياس مدى وعي المرأة الجزائرية بشبكة التواصل الاجتماعي والقدرة على استخدام وسائلها المتنوعة.وزعت هذه الاستبيانات على200امرأة. وبعد جمع البيانات، ثم تحليلها تم التوصل إلى مدى اهتمام المرأة الجزائرية بتكنولوجيا الاعلام والاتصال والتفاعل معها تكوينا واستخداما في مجالات الحياة المتعددة ، وقد وقفت عند اتجاهات تفاعل المرأة العربي مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال فوجدتها متبلورة في ثلاث محاور أساسية : المدونة النسائية، المرأة و الصحافة الالكترونية، ثم حضور المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال .لذلك ارتأيت أن أمهد لكل محور بمقدمة وأحاول ربط هذه التقنية بتفاعل المرأة معها لنتعرف على مدى حضورها واستغلالها لقطاع التقنيات الحديثة.
المدونات النسائية:
المدونات هي أحد أساليب النشر والاتصال الحديثة على العنكبوتية، وفي أبسط تعريفاتها، )هي صفحة عنكبوتية تشتمل على تدوينات posts مختصرة ومرتبة زمنيـًا. وبصورة تفصيلية( 8
بالرغم أن المدونات نشأت حوالي منتصف تسعينيات القرن العشرين، ).وبالرغم من أن المصطلح blog تم صكه عام 1997م، إلا أن ظاهرة المدونات لم تنتشر على العنكبوتية إلا بعد عام 1999م حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيـًا ( 9
ومن وجهة نظر علم اجتماع الإنترنت ،) يُنظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر العامة التي أدت إلى ازدهار دور العنكبوتية باعتبارها أسلوبًا للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونها وسيلةً للنشر والدعاية للمشروعات والحملات المختلفة، ومن وجهة نظر علم اجتماع الإنترنت ينظر إلى المدونات باعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل والدعاية والإعلان للمؤسسات والأفراد . ومن جانب آخر ، ينظر إلى المدونات بوصفها أحد أساليب المشابكة الاجتماعية التي يمكن أن تدفع أصحابها وروادها للانخراط والتكيف مع تقنيات إدارة المحتوى لأجل تلبية احتياجاتهم. الخاصة بتطوير مجتمع افتراضي ينبض بالحيوية والنشاط( .10
ولعل من أسباب شهرتها وسرعة انتشارها، تميزها بالتفاعلية، والوصول المباشر من قبل المستفيدين إليها، وتشكيل التجمعات الإلكترونية بين محرريها والمستفيدين منها، وذلك بصورة أكثر فعالية من غيرها من وسائل الاتصال الأخرى وبما )أن المدونة مبادرة فردية يقوم بها شخص ما يري في نفسه القدرة الكافية علي الكتابة والنشر استطاعت المرأة الاستفادة من هذه التقنية ووظفتها لتعكس الرغبة في التواصل والمشاركة والتفاهم(.11
تعتبر المدونة متنفس للمرأة العربية التي حدت من حرية تعبيرها العادات والتقاليد من جهة ومن جهة أخرى عدم القدرة على البوح بذلك علنا فقد اعتادت الفتاة على مر العصور أن تدفن أحلامها في أجندة يومياتها تسرد فيها آراءها وآمالها وطموحاتها وتفصح خلالها عن حبها وتدثرها بعيدا عن الأعين أما اليوم فقد اختلف الوضع وأصبحت تجاهر بآرائها وأفكارها الشخصية علي الملأ ولم تعد تمانع من الإفصاح عن رغباتها الشخصية للملايين بالعالم عبر الانترنت من خلال المدونات النسائية التي باتت حقيقة واقعة تسرد القصص أحيانا وتعلق علي الأحداث في أحيان أخري ولا تمانع أن تصرخ إذا اقتضي الأمر من ظلم المجتمع ،وتشارك في التغيير السياسي والتعبير عن الحريات الشخصية.
يشير الدكتور الصادق الحمامي أستاذ الاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس في دراسة بعنوان "الفتاة والمرأة العربية والمدونات" إلي أن هناك )أسبابا نفسية تدفع لكتابة المدونات تتعلق بنرجسية المستخدم الذي يهمه إعلام الآخرين بأفكاره والرغبة في فرض الذات أو الهروب من الواقع أو تقاسم الأحاسيس وقد كشف استطلاع رأي لعينة من 30 ألف مدون أن أسباب إنشاء المدونات هي الظهور كسلطة في مجال الاختصاص ونشر أفكار خاصة والرغبة في التواصل.
ويضيف انه وتحتل المدونات النسائية مكانة غير هامشية في المجتمعات العربية فتحصل علي المراتب الأولي ففي مسابقة اختيار أحسن المدونات بتونس حصلت المدونات النسائية علي المراتب الأولي والثانية والرابعة وكلها كانت ذات طابع شخصي وحميمي وعندما نظمت الإذاعة الألمانية دوتشي ويلي مسابقة لأحسن مدونة صحفية في العالم تم اختيار ثماني مدونات في فئة أفضل مدونة صحفية عربية منها مدونتان نسائيتان الأولي مغربية والثانية لبنانية وتتسم المدونات النسائية إضافة إلي عددها بطابعها الحميمي والشخصي بالرغم من أن بعضها تثير مسائل سياسية. (12
لهذا السبب وغيره تعددت اسباب إنشاء المدونات والتي تؤكده الدراسات أن أغلبها لنساء تحولت اهتماماتهن من التفكير في اللباس والطعام والترفيه الى اهتمامات أوسع وأكثر أهمية تقودها نساء مثقفات ذوات ميول علمية وفكرية وفنية حولت مدوناتهن لمصادر مهمه من مصادر المعرفة.
لذلك تتنوع الموضوعات التي تتناولها المدونات العربية ما بين السياسة والثقافة الفلسفة والدين والاعلام والتقنية والرياضة والمذكرات الشخصية والأشعار واحيانا الطرائف والنكت ، فضلا عن تنوع أسماء المدونات للتعبير عن )حالة أصحابها فغالبا ما يسمي المدون مدونته باسم وهمي أو كوميدي أو سياسي ساخر ليعبر عن حالة الفساد او الاحباط السياسي(. 13
ويؤكد أن المدونات النسائية تعكس صورة مختلفة عن النماذج النمطية للمرأة وتكشف عن عالم النساء المعقد والمختلف فالمرأة ليست جسدا فجا أو فاتنا وروحا خالصة بل هي كائن مركب لا يمكن اختصاره وهكذا تكشف المدونات عن المرأة كما هي وليس كما ينظرون إليها فتتجلي المرأة إنسانا بلا أقنعة ويلعب هنا الاسم المستعار دورا حاسما في تحقيق هذا لأنه يضمن إمكانات الحديث في الفضاء العمومي إلي جانب التواصل بين المرأة والرجل الذي يتميز بها نظام التواصل الذي ترسيه المدونات والتي تمثل منظومات تواصلية تتشكل من عملية التفاعل بين المؤلف وجمهوره الذي يتكون بدوره من مؤلفين وتشكل المدونات النسائية بهذا المعني عالما موازيا يمكن داخله بناء علاقات اجتماعية صعبة التحقق في مجتمعات تقوم علي الفصل بين عوالم الرجال والنساء.
كما نجد أسماء مدونات نسوية يغلب عليها الطابع الرومانسي الخيالي الذي يعبر عن عواطف المرأة الرقيقة مثالها "يوميات مدينتي" لرباب كساب مهندسة زراعية وكاتبة روائية ، بستان أفكاري لغادة محسن، الفسيفساء لسماح صادق الشاعرة، مذكرات مواطنة مصرية ميادة مدحت .وغيرها من التسميات...
والمدونات النسوية لم تتوقف عند الانشاء والتواصل مع الاخر بل ارتقى بعضها واتخذ منحى اخر وهو تحولها إلى كتب طبعت وأثارت ضجة كبيرة كتلك التي صدرت في مصر في مطلع العام الجاري وكان لها صدى كبير في وسط المثقفين المصريين حول قيمتها الفنية وأهميتها في مستقبل الكتابة في مصر. المدونات الثلاث هي: "ارز باللبن لشخصين" لرحاب بسام و"عايزة اتجوز" لغادة عبد العال و"أما هذه فرقصتي أنا" لغادة محمد محمود، طبعت على شكل كتب عن دار شروق.
و قد أثارت هذه المدونات فور طرحها في الأسواق, جدلا بين النقاد والكتاب المصريين من ناحية تحولها إلى كتاب وحول قيمتها الأدبية واختلاف ظروف إنتاج أول مدونة نسائية عربية ككتاب وهي "بنات الرياض" للكاتبة السعودية رجاء الصانع. وقد نفدت الطبعة الاولى من هذه الكتب التي طبع خمسة آلاف نسخة من كل منها.
وتقع مجموعة "ارز بلبن لشخصين" في 126 صفحة من الحجم العادي و"عايزة اتجوز" في 178 صفحة و"أما هذه فرقصتي انا" في 78 صفحة.
وأهم ما تكشف عنه المدونات النسوية يتمحور فيما يلي:
ظهور المدونات النسائية وتزايدها كماً وكيفاً وتنوعها بشكل كبير لدرجة أن لم يبق مجال إلا وظهرت مدونة نسائية شبه متخصصة فيه ( أدبية , علمية , اجتماعية , ، فنية سياسية وغيرها )
إنشاء المدونات النسوية هو نوع من التخلص من الوصاية هو شكل من أشكال تحقيق الذات، والمرأة باعتبارها لازالت تعاني التهميش نوعاً ما اجتماعياً فهي الأكثر تحفيزا لتحقيق ذاتها بالتدوين وغيره.
- المرأة بطبعها عاطفية تملك مشاعر وتحب أن تتحدث عنها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فالتدوين وسيلة للكتابة وخروج تلك المشاعر والكلمات سواء باليوميات أو الخواطر.
تحتل المدونات النسائية مكانة غير هامشية في المجتمعات كما أنها تحصل على المراتب الأولى عندما تشارك في مسابقات وطنية أو عالمية.
تمثل المدونات عالما جديدا للمرأة فيه حضور خاص. فالمدونات النسائية تعكس صورة مختلفة عن النماذج النمطية التي تتداولها النخب حول المرأة فهي ليست جسد فقط بل فكر وثقافة وأصالة.
المرأة والصحافة الإلكترونية:
ان المتتبع لثورة الاتصال والاعلام في عصر المعلومات ، يدرك ان الاعلام اصبح محوريا لا بسبب التقنيات التي استخدمها فقط ، وانما بسبب طبيعة الرسالة الاعلامية عبر هذه التقنيات ، يقول الدكتور نبيل علي تحت عنوان محورية الاعلام والاتصال { لقد ظن البعض خطأ ان اعلام عصر المعلومات ما هو الا مجرد طغيان الوسيط الالكتروني على باقي وسائط الاتصال الاخرى ، لكنه في حقيقة الامر اخطر من ذلك بكثير ، فالاهم هو طبيعة الرسائل التي تتدفق خلال هذا الوسيط الاتصالي الجديد ، وسرعة تدفقها وطرق توزيعها واستقبالها ، 14
ونظرا لما حققته الانترنيت من تواصل وما احتوته من وسائط في مجال الاتصالات والمعلومات اعتبرها البعض اعظم ثورة بعد الثورة الصناعية حيث يقول احد الباحثين يشهد العالم منذ ما يزيد على ربع قرن ثورة علمية وتكنولوجية فاقت في أهميتها وتأثيراتها ونتائجها ثورة القرن الثامن عشر الصناعية في اوربا ، هذه الثورة كان الاعلام الالكتروني والاتصال والمعلوماتية من ابرز مظاهرها 15
• تمثل صحافة الإنترنت Online Journalism أو الصحافة الإلكترونية أحد أبرز ملامح ثورة الاتصالات والمعلومات التي عاشها العالم خلال العقدين الماضيين، وتمثلت في حدوث اندماجات تكنولوجية بين صناعات كانت في الماضي تشكل كيانات مستقلة تفصلها عن بعضها البعض حدود تكنولوجية واضحة. وبفعل التكنولوجيا الرقمية التي اجتاحت المشهد الإعلامي والاتصالي العالمي منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي،
تتسم الصحف الالكترونية بالعديد من الخصائص الاتصالية، التي تنطلق من قدرات
شبكة الانترنت كوسيلة اتصال حديثة، وأكدت معظم الأبحاث والدراسات على أنها
أصبحت وسيطاً إعلامياً فعالاً، حيث مكنت الأفراد والمؤسسات من إرسال واستقبال
المعلومات عبر أية مسافة وفي أي زمان أو مكان.. لاسيما بعد أن شهدت نمواً مضطرداً
وتزايداً سريعاً في إقبال العديد من المؤسسات الصحفية على استخدامها، وتتنوع
الخصائص التي تتسم بها الصحافة الالكترونية، لتكون بمثابة الميزة الجديدة للنشر على
شبكة الانترنت 16
للقراء، وتستثمر الوسائط الإعلامية الإلكترونية بشكل أكثر عمقاً الأبعاد التفاعلية
للشبكة إذ خلقت عدد من الصحف فضاءً للبلوغ يتمكن عن طريقه القراء من المشاركة
بالرأي والتعليق حول مسائل عديدة، ويعني هذا تغيرًا في مفهوم الصحفية الألكترونية إلى
. فضاء هجين يتجاور فيه خطاب الصحافي مع خطاب القارئ. 17
وعلى الرغم من أن استخدام الإنترنت كأداة صحفية قد بدأ بشكل فعلي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، فإن هذا النمط من الاتصال الصحفي لم يتبلور إلى واقع مهني إلا في أوائل القرن الجديد مع انتشار البوابات الإلكترونية والمواقع الصحفية
غير ان الوضع قد تغير كليا مع بداية التسعينات من القرن الماضي والتي حملت معها تطورات هائلة لا على مستوى تقنيات النشر الالكتروني والتخزين والمعالجة والاسترجاع فحسب ،وانما على نظرة وموقف مختلف المستفيدين فرضته الحاجة الملحة الى الخدمات الالكترونية .18
لا شك أن صحافة الإنترنت قد بدأت تشق طريقها كنمط إعلامي متميز في المنطقة العربية في ضوء التطورات التكنولوجية والاجتماعية والسياسية التي يعشيها العالم العربي والتي حتمت مضاعفة المنافذ الإعلامية لتغدو أكثر تفاعلية وتشاركية من أي وقت مضى، ولعل صحافة الإنترنت بما تتيحه من فرص نفاذ مهمة لأفراد الجمهور للتواصل مع الآخرين تمثل أحد أوجه هذا التحول التكنولوجي الهام. إن المستفيدين من هذه التقنية التفاعلية ليسوا محصورين في الرجال، بل إن النساء يمثلن أكثر الأطراف استفادة من هذه التقنيات لأنها تتيح لهن فرصا غير مسبوقة في التواصل والتعبير عن الأفكار
بفضل هذه التقنية الحديثة في النشر استفادت الصحف والمطبوعات الدورية من التقدم التكنولوجي الذي وفرته الانترنت لتحسين مضمونها ، وزيادة عدد قرائها على مستوى العالم من خلال تغيير طرق التوزيع بواسطة الشبكة وبمشاركة جهاز الحاسوب ، وهذه الطريقة تتميز بالسرعة العالية والانتشار 19
صحافة الإنترنت الناشئة في الوطن العربي لا تزال تحمل ملامح ذكورية سواء في موضوعاتها وأساليب تناولها للقضايا المختلفة وكذلك المساهمين في إعدادها، ولايزال حضور المرأة فيها محدودا من حيث المساهمة والتأطير.
ورأت الدكتورة ملحة عبد الله (2001) أن الإعلاميات العربيات يعانين من الصور التقليدية لدى رؤسائهن في العمل حيث ينظرون للمرآة على أنها تمتلك قدرات مهنية أقل من تلك التي يمتلكها الرجل، ولذلك يفضلون ترشيح الرجال للدورات التدريبية وللسفر للمؤتمرات الدولية وشغل المناصب الإدارية 20
وقد اسفرت نتائج البحث في مدى تفاعل المرأة مع الصحافة الالكترونية تبين ما يلي:
*الاعلام الالكتروني والاتصال والمعلوماتية من ابرز مظاهر الثورة العلمية والتكنولوجية الناتجة عن استخدام الانترنيت.
*تمثل صحافة الإنترنت بما تتيحه من فرص نفاذ مهمة لأفراد الجمهور في تواصلهم مع الآخرين وجها مشرقا من أوجه التحول التكنولوجي .
*تواجد المرأة في المواقع الإلكترونية كمساهمة في االنشر الإعلامي متواضع من الناحية الكمية قياسا مع ما يقدمه الرجل في هذا المجال.
*المرأة العربية لا تزال بعيدة كل البعد عن قطاع صحافة الإنترنت سواء من ناحية المساهمة في المادة الصحافية أو من ناحية التقديم، رغم ما نلمسه من جهود في المواقع الإلكترونية على تقديم المرأة ومنحها مساحة تواصلية مهمة في هذا الشأن.
بعض المواقع الإلكترونية تولي اهتماما بارزا للمرأة الكاتبة القادرة على التعاطي مع القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، لاسيما المرأة الصحافية القادرة على أن تسهم بخبراتها الإعلامية في العمل الصحافي الإلكتروني.
إن الصحافة الإلكترونية تمثل فضاء رحبا أمام المرأة العربية لممارسة العمل الإعلامي في سياقه التفاعلي الحديث حيث تتيح لها فرصا ثمينة للتعبير والتواصل. غير أن تحقيق هذا الأمر بشكله الأفضل يتطلب توفير متطلبات مهمة تتعلق بقبول اجتماعي أكبر للدور الإعلامي للمرأة ، وتوفير الفرص التدريبية المناسبة أمامها لولوج هذا المجال، وتوفير الموارد المادية والفنية الكافية التي تتيح للمرأة النفاذ إلى الموارد الإعلامية المتاحة على الشبكة للاستفادة منها بالشكل المناسب. ولا يمكن لهذا الأمر أن يتحول إلى واقع ملموس إلا من خلال إطلاق برامج تثقيفية وتدريبية شاملة تشارك فيها الأطراف الاجتماعية والسياسية الفاعلة، والمؤسسات الإعلامية، وشركات تقنية المعلومات من أجل تمكين المرأة من لعب دورها المطلوب في هذا القطاع الإعلامي الواعد.
المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال :
ما زال يُنظر إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في معظم البلدان، على أنه صناعة الذكور. فالرجال يتولون معظم الوظائف العليا في القطاع، بينما يكثر عدد النساء في المستويات الدنيا من المهن. وهذا يصدق على البلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء. وتمثل النساء نسبة 30 في المائة في المتوسط من الفنيين المشتغلين بتكنولوجيا المعلومات، وتصل نسبتهن إلى 15 في المائة فقط من مديري تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى مجالس الإدارة ووظائف الإدارة العليا.
ولا يعد تشغيل النساء والفتيات في الوظائف العليا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأمر المناسب الوحيد الذي ينبغي عمله من وجهة نظر العدالة الاجتماعية، إذ إنه يعد أيضاً دليلاً على الذكاء الاقتصادي. فوجود الجنسين في الوظائف العليا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إدارة ومجالس إدارة الشركات يحقق نتائج طيبة من حيث الأداء. وقد أظهرت الدراسات التي ناقشت الصلة بين وجود النساء في المناصب القيادية وأداء الشركات أن هناك صلة إيجابية مباشرة بين وجود الجنسين ضمن أعضاء القيادة العليا والنتائج المالية التي تحققها الشركة. فكلما ازداد التنوع على مستوى الإدارة العليا تحسنت القرارات التي تتخذها الإدارة عن عِلْم، مما يؤدي إلى الحد من المخاطر وتحقيق نتائج أفضل. ولذلك، فمع مرور الوقت، تعتمد قدرة الدولة على المنافسة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدرجة كبيرة على ما إذا كانت تُعنى بتعليم النساء وتشغيلهن.
تتواجد المرأة في وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات الأجور المتدنية وهي الوظائف التي تتطلّب موظفا واحدا مثل أمناء الصندوق أو العاملات في مجال إدخال البيانات، بينما يتواجد الرجل في الوظائف ذات الأجور المرتفعة والإبداعية في مجال تطوير البرامج المعلوماتية أو إطلاق شبكات الانترنيت. تطوّر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقدّم فرصا جديدة عديدة للمرأة، إلا أن التمييز القديم بين المرأة والرجل لا يزال مستمرا، لأنه يغيب تدعيم هذه الفرص بسياسات مدروسة لتأمين المشاركة والملكيّة والتعليم والتدريب... الأنماط الثقافية والمجتمعية والعادات والتقاليد السائدة غير مشجعة لتطوير وزيادة مساهمة المرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا والتي تحد بالتالي من مشاركتها بفاعلية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
لذلك علينا مراجعة القضايا التالية عندما نتحدث عن زيادة مشاركة المرأة وتقنية المعلومات
1 وضع سياسات ومخططات تهدف الى تمكين المرأة من خلال رفع مهاراتها ومعرفتها ووصولها الى تقنية المعلومات وأساليبها.
2 تغيير النظرة الدونية للمرأة باعتبارها مساهما مهما في المعرفة من أجل التنمية، ليس كمستهلكة فقط بل كمدربة ، ومستثمرة ، كمبرمجة ومخترعة ومطورة، أي ان تكون فاعلة ومؤثرة في قضايا البحث والتطوير العلمي لمجتمع المعرفة.
3 تسخير تقنية المعلومات والاتصالات لاجل توسعة مدارك المرأة وذلك بالقضاء على الحواجز التي تعترض المرأة، القضاء على الامية، تنوع التعليم والتدريب، توسيع القدرات الاستثمارية لها في هذا المجال،
4 يتعين على القادة في قطاع الأعمال وصانعي السياسات أن يعملوا معاً من أجل إزالة الحواجز التي تحول دون انضمام النساء إلى قوة العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتفعيل الممارسات والسياسات التي توفر فرصاً متساوية للصعود إلى الوظائف القيادية داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
فقد أظهرت التجارب الدولية والاقليمية أن النساء اكتسبن المزيد من الاحترام في مجتمعاتهن المحلية بسبب مهاراتهن في التقنية الحديثة، فقد شعرت النساء بقدرتهن على مقاربة سوق العمل بثقة أكبر من ذي قبل وإيجاد فرص عمل وزيادة الدخل فأصبحت المرأة أكثر إبداعاً في المجتمع.
ولقد تزايدت أعمال ومعدلات نشاطات النساء في قطاع الأعمال الحرة في البلدان الاقتصادية المتطورة من خلال استخدام تقنية المعلومات والاتصالات وتزايدت أعداد الشركات التي تمتلكها النساء في تلك البلدان وخلقت أسواق منافسة لمنتجاتهن وخدماتهن، ومن يدري ربما ستكون المرأة العربية يوماً ما قادرة على بلوغ مثل هذه التجارب للنساء في البلدان الأكثر تطوراً، هل نصل في حياتنا إلى مرحلة لا تعود فيها قضايا محو الأمية ومعايير التقييد الثقافية والمساواة بين الجنسين .
يكشف واقع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
ما زال يُنظر إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في معظم البلدان، على أنه صناعة الذكور بلا منازع.
إن التمييز القائم بين المرأة والرجل لا يزال مستمرا حيث تتواجد المرأة أكثر في الوظائف ذات الأجور المتدنية كتواجدها في مجال إدخال البيانات أوإرسال معلومات بينما يتواجد الرجل أكثر في الوظائف ذات الأجور المرتفعة والإبداعية. كوجوده في مجال تطوير البرامج المعلوماتية أو إطلاق شبكات الانترنيت.
تطوّر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقدّم فرصا جديدة عديدة للمرأة، إلا أنه يغيب تدعيم هذه الفرص بسياسات مدروسة لتأمين المشاركة والملكيّة والتعليم والتدريب للمرأة .
وجود عوائق تحيل ضد المساهمة الفعلية للمرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا والتي تحد من مشاركتها الايجابية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كالانماط الثقافية والمجتمعية والعادات والتقاليد السائدة غير مشجعة على تطير الأداء.
تفاعل المرأة الجزائرية مع تقنيات الاعلام و الاتصال الحديثة:
لمحة عن نتائج الدراسة الاستقصائية: العينة ككل:
تناولت الدراسة مختلف الفئات العمرية ، حيث نسجل نسبة 8 بالمئة لفتيات أقل من 18 سنة، و23بالمئة لفئة ما بين 18 و 22 سنة، 36 لفئة ما بين 22، 35 اما الفئة الاكثر من 35 سنة فنسبتها 33بالمئة.
أما عن الحالة العائلية فقد تنوعت بين العزباء التي وصلت نسبة المشاركة ب64،33 والمتزوجة نسبة 31،21 أما المطلقة فوصلت النسبة 4،46 بالمئة.
الهواتف المحمولة: بينت الدراسة أن98,61% من الفئات العمرية التي شملتها عملية الاستقصاء تملك هاتفاً محمولا، وان نسبة 24,74% ممن يستخدمون الهاتف النقال ليس ملكهم الخاص بل يشتركون مع آخرين في استعماله.
وذكرت نسبة 70,82% عدد الأفراد الذين يملكون هواتف محمولة أنهم يستخدمونها للأغراض الشخصية، بينما 53,83% من العينة تستخدمه للأغراض الشخصية والمهنية على حد سواء.
أجهزة الحاسوب: بالنسبة للفئة العمرية الاقل من 18سنة ذكرت نسبة 91,67% من بين نفس الأفراد الذين شملتهم العينة أنهم يملكون أجهزة حاسوب، بينما ذكرت نسبة 8,33% المتبقية أنهم يستخدمون الحاسوب.
نسبة 91,67% ممن يستخدمون الحاسوب يستخدمونه لأغراض شخصية،وذلك في المنزل وتشترك نسبة منهم مع آخريات في استخدام الحاسوب في مقهى النت حيث وصلت 41,67% .والملاحظ ان هذه الفئة العمرية لم تتلق تدريبا أوتكوينا رسميا في مجال استخدام الحاسوب انما هي الرغبة والقدرة على مواكبة استخدام تكنولوجيا الاعلام والاتصال.
اما بالنسبة للفئة الثانية بين 18 و22 سنة ذكرت نسبة 66,67% من بين نفس الأفراد الذين شملتهم العينة أنهم يملكون أجهزة حاسوب، بينما ذكرت نسبة 33,33% المتبقية أنهم يستخدمون الحاسوب.
نسبة 63,89% ممن يستخدمون الحاسوب يستخدمونه لأغراض شخصية، وتشترك نسبة منهم مع آخريات في استخدام الحاسوب لأغراض مهنية حيث وصلت 50,00% .
وقد تعددت أماكن استخدام الحاسوب عند هذه الفئة فتنوعت بين المنزل حيث نسجل نسبة 69,44% ، أما نسبة 16,67% فتستخدمه في مكان العمل، وتشترك مع أخريات في استخدامه في مقهى النت حيث نسجل نسبة 36,11% .
والملاحظ ان 22,22% من هذه الفئة العمرية قد تلقت تدريبا وتكوينا رسميا في مجال استخدام الحاسوب وذلك في مراكز التدريب في القطاعين الخاص والعام.
اما بالنسبة للفئة العمرية الثالثة بين 22و35 سنة ذكرت نسبة 89,47% من بين نفس الأفراد الذين شملتهم العينة أنهم يملكون أجهزة حاسوب، بينما ذكرت نسبة 10,53%
المتبقية أنهم يستخدمون الحاسوب.
نسبة 84,21% ممن يستخدمون الحاسوب يستخدمونه لأغراض شخصية، وتشترك نسبة منهم مع آخريات في استخدام الحاسوب لأغراض مهنية حيث وصلت 78,95%.
وقد تعددت أماكن استخدام الحاسوب عند هذه الفئة فتنوعت بين المنزل ومكان العمل حيث نسجل نسبة 85,96% في المنزل وتشترك مع أخريات في استخدامه في مكان العمل، بنسبة 66,67% ، أما استخدامه في مقهى النت نسجل نسبة 7,02% فقط.
والملاحظ ان 26,32% من هذه الفئة العمرية قد تلقت تدريبا وتكوينا رسميا في مجال استخدام الحاسوب وذلك في مراكز التدريب في القطاعين الخاص والعام. أما النسبة المتبقية والمقدرة ب: 73,68% فلديها المهارة في استخدامه دون تلقي تكوين أو تدريب.
اما بالنسبة للفئة العمرية الرابعة أكثر من35 سنة ذكرت نسبة 76,92% من بين نفس الأفراد الذين شملتهم العينة أنهم يملكون أجهزة حاسوب، بينما ذكرت نسبة 23,08% المتبقية أنهم يستخدمون الحاسوب.
نسبة 63,46% ممن يستخدمون الحاسوب يستخدمونه لأغراض شخصية، وتشترك نسبة منهم مع آخريات في استخدام الحاسوب لأغراض مهنية حيث وصلت 82,69% .
وقد تعددت أماكن استخدام الحاسوب عند هذه الفئة فتنوعت بين المنزل ومكان العمل حيث نسجل نسبة 61,54% في المنزل وتشترك مع أخريات في استخدامه في مكان العمل، بنسبة 53,85% ، أما استخدامه في مقهى النت نسجل نسبة 9,62% فقط.
والملاحظ ان 15,38% من هذه الفئة العمرية قد تلقت تدريبا وتكوينا رسميا في مجال استخدام الحاسوب وذلك في مراكز التدريب في القطاعين الخاص والعام. أما النسبة المتبقية والمقدرة ب: 84,62% فلديها المهارة في استخدامه دون تلقي تكوين أو تدريب.
الإنترنت: وفيما يتعلق باستعمال الإنترنت، نسبة 88,61% بالمائة ذكروا أنهم استخدموا الإنترنت وأن نسبة 86,83%منهم يعرفون كيفية الوصول إلى المواقع وتصفحها. وبالنسبة للذين لم يستخدموا الإنترنت فهم يمثلون 11,39%.
، فإن أسباب عدم الاستخدام هي، بحسب تكرارها: عدم الاهتمام (57,8 بالمائة)، قِلة المهارات (“شديدة التعقيد”) (16,6 بالمائة)، قِلة وقت الفراغ (10,6 بالمائة) والبعد عن الأماكن التي يمكن من خلالها النفاذ إلى الإنترنت (8 بالمائة).
وأكثر نقاط التوصيل بالإنترنت انتشاراً هي المنزل 79,24%، ومقهى الإنترنت 23,60%، ومكان العمل 34,29%.
ومن بين مستخدمي الإنترنت، تُجري التوصيل بالإنترنت لأغراض شخصية كالتسوق حيث تبلغ نسبته 25,87% من العينة ككل، و البحث عن معلومات متعلقة بالصحة والجمال بلغت النسبة 66,12%،ونسبة 52,45% بالمائة لأغراض مهنية، و 73,85% بالمائة للتواصل مع أقرانهم و 61,29% للاطلاع على مواد إعلامية وأنباء، 67,29% للبحث عن الملفات والوثائق، 46,03% لممارسة الألعاب وتمضية وقت الفراغ.
تفاعل المرأة الجزائرية مع أنواع التواصل الاجتماعي:
وقد كشفت الدراسة الاستقصائية أن نسبة 19,44% من العينة محل الدراسة يشاركن في المنتديات النسوية، و 22,38% لديهن مدونة، 70,95% لديهن بريدا الكترونيا، 54,56% لديهن حساب فيسبوك، 21,00% لديهن حساب التويتر، اما نتلوغ فبلغت نسبة التفاعل معه 7,57%.
استعمال النساء لتقنيات الاتصالات:
بينت الدراسة الاستقصائية ان نسبة 88,61% بالمائة من العينة ككل يستخدمن الإنترنت فعلاً؛ والنسبة المتبقية 11,39% لا يستخدمنها. وقد احصينا 86,83% بالمائة من النساء يعرفن كيفية الدخول إلى الإنترنت وتصفح المواقع، و 22,89% ليس لديهن مهارة في استخدام الانترنيت.
أما فيما يتعلق بالتعاطي مع الانترنيت فقد كشفت الدراسة على أن 53,48% من العينة يدخلن الانترنيت يوميا ، بينما نسبة 19,64% يدخلن مرة في الاسبوع على الأقل والنسبة المتبقية تدخل مرة واحدة في الشهر تقريبا وتقدر ب 8,53%
الخاتمة:
لقد سلطت هذه الدراسة الضوء على مدى تفاعل المرأة الجزائرية مع تكنولوجيا الإعلام والإتصال، والتعرف على مدى قدرتها على استغلال وسائل الاتصال في شؤونها الشخصية والمهنية فتبين وجود فجوة رقمية بين النساء فيما بينهن على اعتبار السن أحيانا والمهارة والتكوين أحيانا أخرى ضف إلى ذلك المستوى العلمي في أحيان ثالثة. ناهيك عن الفجوة التي نسجلها بين النساء والرجال في هذا القطاع والتي جاءت حتمية لظروف المرأة العربية مثل العادات والتقاليد ، وهيمنة الرجل على مراكز القرار، وكذا النظرة الدونية للمرأة التي تحد من تمكينها في مختلف القطاعات. وبالتالي كان هدف هذه الدراسة إعطاء لمحة عن قدرات المرأة الجزائرية ومدى تفاعلها مع هذا القطاع ومحاولة وضع توصيات تعتبر كمقترحات تحد من الفجوة الرقمية وتدفع المرأة نحو التمكين وتحقيق التنمية والريادة في هذا المجال.
لاجل استفادة المرأة بشكل اكبر من هذه التقنيات لابد من:
وضع سياسات ومخططات تهدف الى تمكين المرأة من خلال رفع مهاراتها ومعرفتها ووصولها الى تقنية المعلومات وأساليبها.
تغيير النظرة الدونية للمرأة باعتبارها مساهما مهما في المعرفة من أجل التنمية، ليس كمستهلكة فقط بل كمدربة ، ومستثمرة ، كمبرمجة ومخترعة ومطورة، أي ان تكون فاعلة ومؤثرة في قضايا البحث والتطوير العلمي لمجتمع المعرفة.
تسخير تقنية المعلومات والاتصالات لاجل توسعة مدارك المرأة وذلك بالقضاء على الحواجز التي تعترض المرأة، القضاء على الامية، تنوع التعليم والتدريب، توسيع القدرات الاستثمارية لها في هذا المجال،
يتعين على القادة في قطاع الأعمال وصانعي السياسات أن يعملوا معاً من أجل إزالة الحواجز التي تحول دون انضمام النساء إلى قوة العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتفعيل الممارسات والسياسات التي توفر فرصاً متساوية للصعود إلى الوظائف القيادية داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقد أظهرت الدراسات التي ناقشت الصلة بين وجود النساء في المناصب القيادية وأداء الشركات أن هناك صلة إيجابية مباشرة بين وجود الجنسين ضمن أعضاء القيادة العليا والنتائج المالية التي تحققها الشركة.
الهوامش:
• 1* دور الإعلام في تعزيز مكانة المرآة في المجتمع د.حنان يوسف ص 2
• .2* ص 13 المرأة العربية والاعلام دراسة تحليلية للبحوث الصادرة بين 1995 و2005
• .3* دور الإعلام في تعزيز مكانة المرآة في المجتمع د.حنان يوسف ص1
• 4*دور اقتصاد المعرفة في تعزيز القدرات التنافسية للمرأة العربية في ظل الثورات الدولية ومن منظور حقوق الإنسان بلال محمود الوادي ص16
• 5* دور اقتصاد المعرفة في تعزيز القدرات التنافسية للمرأة العربية في ظل الثورات الدولية ومن منظور حقوق الإنسان بلال محمود الوادي. ص11
• 6* تمكين المرأة بواسطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،كمال شحادة ص3
• 7 *نفسه ص3
• 8*مجلة المعلوماتية عبد الرحمان فراج جامعة بن سعود الاسلامية ص1
• 9* نفسه ص2
• 10 *صحافة المدونات الالكترونية على الانترنيت عرض وتحليل زكي حسين الوردي بغداد ص1
11* وميض إحسان . الصحف الإلكترونية تهدد عرش صاحبة الجلالة" ، مجلة تواصل ، العدد الثامن ، 2006 ،ص12
12* صادق الحمامي المدونات النسائية بين الطموحات والآمال 3.158.162.44/~gomcom/index.php?action=Mobile_news&id...
• 13* اتحاد المدونين العرب www.arabictadwin.com
• 14* تداول المعلومات عبر الانترنت وأثره في تشكيل الوعي في عصر العولمة2007تاليف: باسل عبد المحسن القاضي ص14
• 15* تداول المعلومات عبر الانترنيت ص8
• 16* الاعلام الجديد تطور الاداء والوسيلة والوظيفة،موسى جواد الموسوي ص27
17* نفسه 29
• 18* الصحافة الالكترونية العربية –الواقع والآفاق ص11 د اجقو علي 16
• 19* تداول المعلومات ص 51
• 20* دور الاعلام في تعزير مكانة المرأة ص23