إن المجتمع الأندلسي خلال الحقبة مدار الدراسة- عصر الطوائف والمرابطين- عرف انتشارا واسعا للعديد من المنكرات والآفات الاجتماعية التي عجلت دون شك في انهيار المجتمع الإسلامي بالأندلس، بدء بالطبقة الحاكمة من ملوك، ووزراء، وخدام دولة، وهم مضرب المثل فقد انتهجوا أخلاقا سياسية متردية، فما الذي نتوقعه من شعب مغلوب على أمره، افتقد القدوة الصالحة، والصوت الزاجر الناهي إلاّ أن ينغمس في حياة ملؤها اللّهو، والمجون، والاستهتار بالدين.
قبل أن نلقي الضّوء على جوانب مهمة من حياة الأندلسيين التي تنبئ عن وجود أزمة أخلاقية حريّ بنا أن نكشف على بعض الضغوطات التي كانت تضيّق عليهم الخناق.
أولا: بعض الضغوط الممارسة على الرعية:
1- الضرائب:
فقد رأينا سابقا لجوء الحكام إلى فرض سياسة جبائية خانقة على الرعية مما اضطر البعض منهم إلى الفرار هروبا من الظّلم، وهو ما عبر عنه إحسان عباس بالجلاء) (، ثم إن أنواع القبالات التي كان يدفعها المزارعون جعلتهم يكتفون بالجهد اليسير، ولا يطمحون إلى الزيادة في إنتاجهم، وأحيانا يضطرون إلى مغادرة أراضيهم والتخلي عنها بسبب ملاحقة الحكام لهم, ناهيك عما كانت تتعرض له طبقة العامة من أزمات ومحن، فالأرستقراطية تنعم إذا بحياة وارفة، تفرض سلطانها الواسع على الرعية متّخذة في حقهم ألوان الابتزاز والاضطهاد حتى جاءت أمثالهم العامية مصورة هذه الوضعية كقولهم: "إذا سمعت الأمير يغني أدرك أن همومي تبكي." ) (
2- الاضطرابات والفتن:
وغالبا ما كانت الرعية تدفع ثمن الاضطرابات والفتن، إذ أن مزارع الفلاحين وحقولهم شكلت الهدف الأول في هجومات الجيوش النصرانية التي "استأسدت في تخريبها، وانتساف زروعها، وإحراق أشجارها ضمن خطة عامة استهدفت استنزاف طاقتهم الاقتصادية") ( وتبدو هذه السياسة واضحة في رسالة ألفونسو إلى المعتمد، مما جاء فيها: "... ولم يخف عليك ما عليه رؤساؤكم بالأندلس من التخاذل والتواكل والإهمال للرعية والإخلاد إلى الراحة، وأنا أسومكم الخسف فأخرّب الديّار، وأهتك الأستار وأقتل الشباب و أوسر الولدان ..." ) (، أضف إلى ذلك المجاعات والأوبئة التي تعرضت لها جراء الجفاف والحصار.
ولنا في دولة ابن جحاف ببلنسية دليل واضح عندما حاصرها السيد القومبيطور، حصارا عظيما، وقطع عنها المرافق، ونصب المجانيق ونقب الأسوار، "وعدم الناس الطعام، وأكلوا الفئران، والكلاب، والجياف إلى أن أكل النّاس النّاس ومن مات منهم أكلوه، فبلغ النّاس من الجهد ما لا يطيقون". ) (
وعندما خاض المعتضد حروبا طاحنة مع ابن الأفطس، "أوقع رعيته في مجاعة طويلة، وعجز المظفر بن الأفطس عن دفاعه شبرا واحدا فما دونه". ) (
ولهذه الأسباب "اشتدّ الغلاء، وكثرت المجاعة، وانتشر الوباء بالنّاس، وكثر الموتى") (. ويأتي ابن قزمان بأزجاله مصوّرا هذا الواقع المتأزم فيشكو غلاء الأسعار، وخلو بيته من الطعام:
يا فْقِي القَمْح غَـاليِ والدْقِيقْ أَغْلىَ وأَغْلىَ
والبَطْن كَمَا في عَلْمَكْ بْلاَ خُبْزْ لَسْ يخُـَلى) (
وقوله:
يا ثَلاَثْ أَيـَامْ في ذَابْ لمَ ْيْطَقْطَقْ فيها غَرْبَالْ
أوَلْ أَمْسْ، وأَمْسْ واليُومْ وأَنَا مَنُو مَشْغُولْ البَالْ
وأَرَادْ الفَارْ دْوِيرَة وْخَدْ القَصْـرِي انْـزَالْ) (
والموقف نفسه يعبر عنه أبو طالب بن عبد الجبار في وصفه لبيته:
كيْفَ البقاءُ ببَيْتٍ لا أنيـسَ به ولا وِطَاءٌ ولا مـَاءٌ ولا فُـرُشُ
كأنَّهُ كُوَّةٌ في حَائطٍ ثُقِـبَتْ في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ يَأوِي جَوْفَها حَنَشُ) (
بينما أبو عبد الله محمّد بن مسعود يصف شدّة فقره بقوله:
فَاجَأَني والمـحَلُّ صِفْـرٌ للبرْدِ في جَوْفِهِ صَفِـيرُ
والفَارُ يَدْعُو وحَـق ِّصَوْمٍ في فِيهِ إذا خَانَهُ السُّحُورُ
لهْـفَانُ قد أزْمَـعَ ارتحالا لوْ يستَطيعُ الشَّقِي يَسيرُ) (
فكانت نتيجة ذلك أن خفت في أنفسهم روح النضال والجهاد لا تحركهم نخوة ولا دين. يقول ابن عذاري واصفا حالهم: "حتى لا يكاد أحد منهم يلقى نصرانيا في قرار من الأرض إلا ويوليه الدبر، غير مستحي من الله سبحانه من الفرار أمامه حتى تعود أعداء الله ذلك منهم".) (
ثانيا: مظاهر الأزمة الأخلاقية عند الرعية:
أولا: الّلهو والمجون:
وهكذا نزعت أنفسهم إلى التطلع إلى اللهو والمجون هروبا من هذا الواقع الأليم، فانتشرت فيهم عادات لا أخلاقية، أصبح الاعتراف بها مألوفا في مجتمع فتر فيه الوازع الديني.
فقد انتشرت الإباحية، وشرب الخمر بين أفراد المجتمع حتى كانت الخمريات هي "أكثر فنون الشعر ذيوعا بين الشعراء") (، فتغنوا بها ووصفوا أوانيها وساقيها، وعقدوا لها المجالس في البيوت والمنتزهات وفي الحدائق وفي الحانات، وحتى على ضفاف الأنهار كالـوادي الكبيـر إبرة) (وكثيرا ما دعوا إلى الخمرة وإلى شربها. من ذلك ما قاله أحد وزراء بني القبطرنة:
يا شَقِيقِي أتَى الصَّباحُ بِوَجْهٍ سَتَرَ الليلُ ضَـوْءَهُ وبَـهَـاءَهْ
فاصْطَبِحْ واغْتَنِمْ مسَرَّةَ يوْمٍ لَسْتَ تدرِي بما يخَبِّي مَسَاؤُهْ) (
ومنها ما قاله أبو عبيد البكري أحد شعراء بني صمادح، يدعو إلى شرب الخمر واللهو والانهماك في الملذات:
خَلِيلَيَّ إني قد طَرِبْتُ إلى الكاسِ وتُقْتُ إلى شَـمِّ البَنَفْسجِ والآسِ
فقُومُوا بنا نلْهُو ونسْتَمِعِ الغِنَـا ونسْرِقُ هذا اليَوْمَ سِرًّا منَ النّاسِ
فَلَيسَ علينا في التَّعَلُّلِ سَاعَـةً وَإنْ وَقعتْ عُقْبَ شَعبانَ مِنْ بَاسِ) (
إن الحياة اللاّهية التي عاشها الأندلسي أيام الطوائف جعلته يقبل على متاع الحياة متحررا من الكثير من التقاليد الموروثة طارحا التزمت جانبا، "مقبلا على الحياة بروح متفائلة، وإحساس مادي متلهف إلى كل لذة ولهو وعبث") (. وبسبب التحرر من التقاليد وعادات المجتمع، انتشرت الحانات وأماكن اللهو التي أفسدت عددا من روّادها الشباب بما فيهم الشعراء الذين وصفهم دوزي بقوله: "وكان الشعراء يتغنّون بالخمر وألوان اللهو دون أن يحفلوا للدّين وأهله." ) (
فإذا سلمنا بأن الناس على دين ملوكهم فإننا نجد تعاطي الخمر أصبح مألوفا على عهد الطوائف، وقد سبقت الإشارة إلى أن هؤلاء الملوك كانوا يتعاطون الخمر مجاهرة في مجالسهم، داعين إليها ورافلين في ظلها وسط قيان حسان وجوار ملاح. حتى اعتبروا من لا يتعاطاها جاهلا لا يفهم شيئا من الحياة، نستشف هذا المعنى من قول المعتضد:
اشْرَبْ على وَجْهِ الصَّبَاحْ وانْظُرْ إلى نَـوْرِ الأقَاحْ
واعْلـمْ بأنَّكَ جـاهِـلٌ ما لم تَقُلْ بالِاصْطِبَـاحْ
فـالدَّهْـُر شَيْءٌ بـارِدٌ مـا لم تُسَخِّنْهُ بِـرَاحْ) (
أما يحي بن علي بن حمود، قتل سنة 427هـ في معركة مخمورا، وهذا أبو الحسن بن اليسع لم ينسه لقاء العدو شهواته، فتراه يرسل إلى أبي بكر بن القبطرنة يستهديه شرابا:
عَطِشْتُ أبا بَكْرٍ وكفُّكَ دِيـمَةٌ وذُبْتُ اشْتِيَاقًا والمزَارُ قَرِيـبُ
فخَفِّفْ ولو بعْضَ الذِي أنَا وَاجِدٌ فليْسَ بحَقٍّ أنْ يُضَاعَ غَرِيـبُ
ووَفِّرْ لنا مِنْ تِلكَ حَظًّا نُرَى به نَشَاوَى وبعْدَ الغَزْوِ سوفَ نَتُوبُ) (
فكان جواب ابن القبطرنة:
أبَا حَسنٍ مثْلِـي بمِثْلِكَ عالِـمٌ ومِثْلُكَ بعْدَ الغَزْوِ ليسَ يَتُوبُ
فخُذْهَا على محْضِ الصَّفَاءِ كأنهَا سَنى مَالها بَعْدَ الحِسابِ تَؤُوبُ) (
من هنا لم نجد في هذه الفترة ما يوحي بتحريمها أو السعي في إنكارها، بل وجدنا من المحفّزات الكثير، إذ عرفت "إشبيلية وغيرها من المدن بكثرة الكروم وإنتاجها للخمر والأنبذة") (, الأمر الذي شجع على تسويقها وتعاطيها، إضافة إلى الطبيعة الغنّاء التي حملت النفوس على طلب اللهو والشراب. وهكذا بدأت الحياة الاجتماعية في الأندلس "تنزع نحو الترف والرفاهية، وتنعتق شيئا فشيئا من صرامة الحكام والفقهاء". ) (
أما إذا تحولنا إلى عصر المرابطين، فإن أبناء الجيل الثاني أقرب إلى سابقيهم من ملوك الطوائف، إذ انتشرت في عهدهم "عادة شرب الخمر في مختلف المدن الأندلسية") (. ويظهر لنا ذلك من خلال كتب الحسبة، فابن عبدون لم يمنع الناس من شرب الخمر بل حاول وضع ضوابط لها فقط كقوله مثلا : "يجب ألاّ يجلد سكران حتى يفيق") (. وقد جاءت بعض الرسائل مشدّدة في منعها وإراقة دنانيها، ومتابعة حاناتها، لكنها كانت صيحة في واد، فقد كتب الفتح بن خاقان إلى أحد القضاة يناشده فيها العمل على الحد من انتشار هذه العادة السيئة التي عمت معظم البيوت، رغم أنه "لم يكن يستفيق من السّكر، فاستحل ّحرامها واستسهل مرامها على حدّ قول علي مكي") (.
ومنها رسالة موجهة إلى أهل بلنسية جاء فيها) (:
"والخمر نزّهكم الله عن خبائث الأمور التي هي جماع الإثم والفجور والباب المفضي إلى سواكن الفسق والشرور فاجتهدوا في شأنها أوعزوا في جميع جهاتكم بإراقة دنانها..."
مع ذلك فقد أخفق المسؤولون في منعها، واشتد المرابطون في "متابعة المحلات التي تبيع الخمر ومن يشتريها، وأمروا قضاتهم وفقهاءهم بمعاقبة شاربي الخمر واشتدوا في تنفيذ العقوبة") (. واشتهر القاضي أبو بكر بن العربي "في عقاب شاربي الخمر، وأرباب اللّهو، وكانت له فيهم عقوبات قاسية". ) (
إلا أن هذه الإجراءات لم تمنع الناس من تعاطيها، بل أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء أو الحياة دونها، يقول ابن قزمان:
إنما أن نْتـُوبْ أنا فَمُحـَالْ
وبْقَـائِي بْلاَ شْرٍيبَة ضـلاَلْ
بَيْنُ بَيْنُ، ودَعْـنِي مما يُقَالْ) (
كما اشتهر الأمير محمد بن سعد بن مردنيش أمير شرق الأندلس "بمنادمته كبار الأبطال ومشاهير الفرسان ومساعير الحرب، فيعاقرهم الخمر ويعاطيهم الكأس". ) (
أما ابن همشك، "فكان يخرج إلى مجال النزهة وفي صحبته محاولو اللّهو، وقارعو أوتار الغناء ومعهم الشراب". ) (
هذا عن تفشي آفة شرب الخمر، أما إذا بحثنا عن دواعي معاقرتها، فإننا نجد داعي الهروب من الواقع المتأزم ومحاولة نسيان الهموم أكثرها ورودا عند شعراء الفترة, فالمعتمد بن عباد يشربها إيمانا منه بأنها تطرد الأسى والهمّ:
عَلِّلْ فـؤادَكَ قدْ أبَـلَّ عَلِيـلُ واغْنَمْ حَياتَكَ فالبَقَاءُ قَلِيـلُ
لوْ أنَّ عُمْـرَكَ أَلْفَ عامٍ كَاملٍ ما كَانَ حَقُّ أنْ يُقَالَ طَوِيـلُ
أكَذَا يَقُودُ بكَ الأسَى نحْوَ الرَّدَى والعَوْدُ عُودٌ والشُّمُولُ شمُـولُ
لا يَسْتبيحُ الهمُّ نفْسَكَ عُنْـوةً والكأسُ سَيْفٌ في يَديْكَ صَقِيلُ
بالعَقلِ تزْدحمُ الهمُومُ على الحَشَا فالعَقْلُ عندِي أنْ تَزُولَ عُقُولُ) (
ثانيا: تفشي الفواحش:
والحديث عن الخمر يقودنا إلى الحديث عن ساقيها، وهو عادة من الغلمان، من هنا ظهرت آفة أخرى تمثلت في عشق الغلمان.
فالساقي "حلو الشمائل، حسن المحيا، مهفهف الحشا، ساحر الألحاظ، مبيض الثغر يسكر بألحاظه الندماء") (.
من ذلك قول ابن خفاجة في ساق أغيد:
وأَغْيَدُ في صَدْرِ النَّـدِيِّ لحُسْـنِهِ حَلْيٌ وفي صدْرِ القَصِيدِ نَسِيـبُ
َيرِفُّ بروْضِ الحُسْنِ مِنْ نُورِ وَجْهه وقَامَتِهِ نَــوَّارَةٌ وقَضِيـبُ) (
ومنها قول المعتمد بن عباد في ساق:
لله سَـاقٍ مُهَفْهَفٍ غَنِـجِ قَامَ ليَسْقِي فجَــاءَ بالعَجَبِ
أهدى لنا مِنْ لَطيفِ حِكْمتِهِ في جَامدِ المـاءِ ذَائِبَ الذَّهَبِ) (
وقول ابن شهيد في غلام متعريا من كل القيم الأخلاقية:
ولَمـَّا تمَـلَّأَ مِنْ سُكْـرِهِ فنامَ ونَامتْ عُيُونُ العَسَسْ
دَنَـوْتُ إليهِ عَلى بُعْـدِهِ دُنُوَّ رفِيـقٍ دَرَى مَا الْتَمَسْ
أُقَبِّلُ منهُ بَيَـاضَ الطِّـلَى َأَرْشُفُ منهُ سَوَادَ اللَّعَـسْ) (
وأضحت ظاهرة عشق الغلمان منبئة عن حالة نفسية تساوى فيها الحاكم والمحكوم، فقد عرف المعتمد بن عباد "بهيامه في غلام، وعرف عن عبد الله بن عائشة بعشقه لغلام". ) (
إلى جانب ذلك، انتشرت آفات عديدة في الأندلس، عجلت بانقراض ملكهم، فكما قال ابن خلدون: "إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها." ) (
وتحدثنا مصادر الحقبة عن ظاهرة الانحلال والفساد الذي عرفته المدن الأندلسية، لاسيما إشبيلية التي "أصبحت مضرب المثل في الخلاعة وانتهاز فرصة الزمان الساعة بعد الساعة". ) (
و"أبذة التي اشتهرت بملاهيها وراقصاتها، وشريش التي انتشرت الملاهي بها في كل مكان، فلا ترى بها إلا عاشقا معشوقا". ) (
وكثرت أماكن الدعارة "وانتشر البغاء الذي أضحى مألوفا في الأندلس وقد سميت البغايا بالخراجيات") (، وكانت لهن أماكن خاصة في الفنادق تدعى دور الخراج، أو بيوت الحظوة، وكانت البغايا أو الخراجيات يقفن خارج الفندق بكامل زينتهن متبرجات كاشفات عن شعورهن لإغراء الرجال بل وتحريض النساء، مما حذا بابن عبدون أن يأمر بمنع النساء الخراجيات عن الوقوف أمام الفندق كاشفات عن رؤوسهن. ) (
ويشترط في الخراجية أن "تجيد الرقص والغناء وسائر فنون التسلية") ( وفي هذا عبّرت الأمثال الشعبية بقولهم: "لا أنت مليحة ولا تغني بس تسلي") (. وعادة ما كان يسمع في دور الخراج الغناء والموسيقى التي كانت تتسرب إلى خارجه. يقول ابن قزمان في ذلك:
والنَقْر فالعِيدَانْ يَفْعَلْ ويَصْنَعْ
وصَوْلَة المزْمَارْ من بَرَّا تَسْمعْ) (
وانتشر سفور النساء اللائي كن يشجعن على الدعارة، لما يعود عليهن من فائدة مادية، فالمجتمع الذي يغضّ النظر عن البغايا ويأخذ منهن الضرائب لا يستغرب فيه أن تبرز المرأة إلى الحياة الاجتماعية وتعبّر عن عواطفها بكلّ جرأة, فكثر معها تعرض النساء في الشوارع بالمعاكسة من بعض الرجال، وانتشرت دور اللهو والشراب في الأسواق، وكان الذين يقومون بالعزف والغناء فيها أهل خلاعة، وفجور، واحتيال على المال، وإقبال على الشراب، فكان لا يلم على هذه الأمكنة إلا "المتجردون من الحشمة أو طلاب اللهو المبتذل أو البسطاء والحمقى ممـن يعرضون كرامتـهم للهوان وأموالهم للتلف". ) (
وقد اتخذ الأندلسيون المقابر أماكن للدعارة والفسوق، يظهر ذلك من وصف ابن عبدون لمقبرة إشبيلية وما يحدث فيها: "وأقبح ما فيها مقبرتها، وبها يعاب أهل بلدنا السكنى على ظهور الموتى لقوم يشربون الخمر وربما يفسقون، وقد أحدثوا فيها خلوات وسروبا تجري على الموتى") (, وقد شدّد على هذه الظاهرة لاسيما أيام العيد لأنها فرصة للتلاقي". فقد كانت النساء يذهبن بمفردهن بداعي زيارة القبور التي تصبح أماكن خاصة للمواعيد". ) (
وقد عبّر عن هذا ابن قزمان حين قال:
كُلْ وَجْهْ مُزَيَـنْ لَيْلَة العِـيدْ يـُرَا
والبْكَا بالمْقَابَـرْ عَلىَ الأَحْبَابْ ذِمْرَا
احْتِفَالْ الفْجَايَعْ فَاحْتِفَـالْ المسَـرَّ
ودمُوعْ التَرَحُّـمْ في ثْيَابْ الشُطَّارْ) (
كما يبدو أن عادة وقوف النساء أمام باب الدور كانت شائعة في الأندلس، إما للمسامرة أو لمتابعة الرائح والغادي، لذا "تعالت أصوات المحتسب لمنع ذلك لما فيه من كشفة وعدم استتار". ) (
وفي هذه الأجواء كان من الطبيعي أن يكثر الزنا لتصدر فتاوى الفقهاء في حالات عديدة ، وقد زخرت كتب النوازل بحالات منها "حالة امرأة حملت من زنى مرتين، وأنّها قتلت ما ولدت") (. ويذكر ابن عذاري أن أهل رندة لمّا بلغهم غدر ابن عباد قدّموا ابنه باديس على أنفسهم، وكان فاسقا مجرما فسام الناس الخسف وامتحنهم في أموالهم بالنهب وفي نسائهم وبناتهم بالعهر وأباح لرجاله الحرم، فكانوا يأخذون النساء من أزواجهم والبنات من آبائهم، "واتصل بأبيه أنه زنى بامرأته وبعمته". ) (
وكثر إلى جانب ذلك "القطم واللواط") (ولاسيما في بعض الأحياء المشهورة كدرب ابن زيدون بقرطبة. ) (
ثالثا:الإلحاد والزندقة:
ومن الظواهر الاجتماعية الأخرى التي برزت من خلال بعض نوازل المعيار، وجود الإلحاد والزندقة في الأندلس في مختلف العصور، "حيث ظهرت جماعات من الفقراء ينتحلون ما يسمى بالطريقة الفقرية أو طريقة الفقراء التي اشتهر أهلها بالإباحية وتحليل ما حرم الله". ) (
ومنهم من اتهموا "بالزندقة لإظهارهم الإسلام واستتارهم بالكفر") ( وكان هؤلاء "يجتمعون في بعض الزوايا ليلة الجمعة والاثنين فيمدحون ويرقصون، وغالبا ما كانوا يتوجهون إلى القرى التي غلب على أهلها الفقر والجهل، فيزينون لهم طريقتهم التي تشمل على اللّهو واللّعب وأكل أموال الناس بالباطل". ) (
وينقل الونشريسي عن القاضي ابن سهل حالة أحد المتهمين بالإلحاد والاستخفاف بحق الرسول في طليطلة سنة 457هـ، يدعى عبد الله بن أحمد بن حاتم الأزدي الطليطلي، "وقد حكم عليه بالموت وتولي التحقيق معه ومحاسبته ابن لبيد أحد المرابطين. ويظهر حرص ابن لبيد الشديد في ملاحقة ابن حاتم لما اجترأه في حق الدّين، ثم إن مسلمي الأندلس في القرن الخامس الهجري كانوا يحترسون من كلّ ما من شأنه مساعدة المسيحيين في هجمتهم السياسية والعقائدية". ) (
رابعا:الخرافات والتنجيم:
وفي ظل هذه الأجواء اتجهت نفسية الأندلسي إلى الإيمان بالخرافات والشعوذة ونمت هذه الروح مع توالي انهزامات المسلمين في معاركهم ضد النصارى ولشدة هول نتائجها من استباحة الحرمات وانتهاك الأعراض، حتى أضحى تفكيرهم يتجه نحو "استعجال يوم القيامة على صورة كارثة طبيعية عامة تصيب الأرض فتكفي الأندلسيين شّر القتال") (, وانتشرت فكرة اقتراب نهاية العالم، وراجت رسالة سنة 581هـ تخبر بذلك:
كُونُوا على حذرٍ بَنِيَّ وارْتَقِبُوا كَوَاكبَ الخَمْسِ في الميزَانِ تَقْتَرِنُ
مِنْ بَعْدِ عَامِ ثمَانينَ الْقِرانُ يُـرَى فلا تَغُرَّنَّكُمُ الأَشْغَـالُ والمهَـنُ
فَبَعْدَها سَتُهُبُّ الرِّيحُ عَاصِفَـةً تُبيدُ بعضَ بني الدُّنيا ومَا سَكنُوا
تحَصَّنُوا في كُهُوفٍ في جِبَالِكمُ شَهْرًا إذا ما أتَاكمْ ذلكَ الزَّمـنُ
فلَيسَ يُنْجِي الوَرى منها إذا ظَهَرَتْ مِنَ الهلاكِ حُصُونُ الأرْضِ والمدُنُ
فلما جاءت تلك الرسالة تغير لها كثير من الناس وظهر ذلك عليهم "وكانت لها آثار سلبية إذ ساعدت كثيرا على تخريب الروح المعنوية عند الأندلسيين". ) (
وإلى جانب إيمانهم بالخرافات والشعوذة شاع إيمانهم بالتنجيم الذي كان ينظر إليه كواحد من العلوم الأخرى "التي يستدل بها على الأمور الماضية والمستقبلية مما يجري مجرى الفال، كالـعرافة، والكهـانة، والعيـافة، والزجر". ) ( إذ كانت تنبئ على الإيمان بالغيبيات واستطلاع النجوم في المواقف الحاسمة كالذي حدث للمعتضد في قسوته وحروبه المستمرة للبربر حتى أبادهم، و"هم أحد شوكة وأكثر عددا فجد في قتالهم") (، فقد أخبره قراء الطوالع "أن الذين ينتزعون الملك من أسرته ويستذلون ذريته قوم ليسوا من إسبانيا، فلم يخامره شك في كونهم من البربر البرزاليين القادمين أيام ابن أبي عامر") (، لذا غدر بجماعة منهم واستأصل شأفتهم.
وغالبا ما كان يسخر المعتمد بن عباد من منجمه الرسمي أبي بكر الخولاني الذي كان يقرأ له طالعه، وقد أخطأ مرات عديدة ومما قال له:
أَرَمِدْتَ أمْ بنُجُومِكَ الرَّمَدُ قَدْ عـاد ضِدًّا كلُّ مـا تَعِدُ
هلْ في حِسـابِكَ ما تُؤَمِّلُهُ أم قَدْ تَصـَرَّمَ عنـدكَ الأَمَدُ
قد كنتَ تهْمِسُ إذْ تخَاطِبُني وتخُطُّ كَرْهًا إنْ عَصـَتْكَ يَدُ
فـالآنَ لا عَينٌ ولا أَثَـرٌ أَتُرَاكَ غَيَّبَ شَخْصَكَ البـلدُ
وتُراكَ بالعَذْراءْ في عُرْسٍ أمْ إذ كَذِبْتَ سَطَا بكَ الأسدُ
الملْكُ لا يُبْقِي على أَحَـٍد والموت لا يَبْقَى لهُ أَحَـدُ) (
ويسرد لنا ابن الخطيب قصة ابن حمدين الذي "حكم عليه المنجمون بعد مولده بأنه يصلب، فلما توفي سنة 546 هـ، ودفن بمالقة بعد عشرين شهرا نبش الموحدون بعد استيلائهم عليها لحده وصلبوه وهو بحاله لم يتغير، فصدقت النبوءة، لكن بعد وفاته". ) (
أما يوسف بن تاشفين"ففاره من الاستدلال بالنجوم والعمل بها") (
خامسا:الغش في المعاملات
أما في مجال المعاملات، فقد انتشر الربا بين الناس الذين تحايلوا على منع الزكاة، وقاموا باحتكار السلع والمواد الغذائية) (لينالوا ثروة من ورائها.
وقد تصدى ابن عبدون للصيارفة و"كشف طرق تحايلهم في تحصيل الأموال باستغلالهم فرصة تعدد العملات واختلاف حالة الصرف من مدينة إلى أخرى") ( معتبرا عملهم ربا، مؤكدا على أن ينتهي الصيرفيون عن الربا وألاّ تجري في البلد إلا سكة البلد وحدها، فإن اختلاف السكك داعية إلى فساد النقد.
فضلا عن ذلك كانوا يستغلّون الأموال المودعة عندهم بتسليفها إلى تجار آخرين مقابل فوائد ربوية، "وهذا الأمر دفعهم إلى إتقان تزييف العملة، حتى أن بعض الناس كان يشترط قبيل البيع والشراء أن يكون التعامل بنقود طيبة غير مغشوشة ممّا يدلّ على انتشار هذا النوع من الجرائم الاقتصادية") (. كما استغل التجار فوضى المكاييل والموازين في العصر المرابطي استغلالا أضر بمصلحة المستهلك، "فكانوا يغشون في مقاديرها ويستعملون الحجارة بدلا عن صنج الحديد". ) (
أما "الرشوة، والسمسرة، وأكل أموال اليتامى، والتجسس، والجبن، والجهل، والكذب، وغش الأطعمة، والأغذية، وانتشار السرقات واللّصوصية، وغير ذلك من الرذائل والعيوب الاجتماعية فقد انتشرت بين الناس انتشارا واسعا". ) (
فقد كان في زمان المعتمد بن عبّاد السارق المشهور بالبازي الأشهب، "وكان له في السرقة كلّ غريبة وكان متسلّطا على أهل البادية ّ وبلغ من سرقته أنّه سرق وهو مصلوب") (.
ويذكر الوزير أبو الوليد إسماعيل بن الحجاج الأعلم الإشبيلي أنّه رأى على نهر قرطبة ثلاثين نفسا مصلوبين من قطاع الطرق:
ثَلاثُونَ قَدْ صُفِّفُوا كُلُّهُمْ وقدْ فَتحُوا أَذْرُعًا للوَدَاعِ
وما ودَّعُوا غيْرَ أرْوَاحِهِمْ فكانَ وَدَاعًا لغَيْرِ اجْتِمَاعِ) (
من الثابت أيضا أن اندلاع الفتن والثورات الداخلية، واضطراب حالة الأمن في المجتمع خصوصا في أوقات ضعف سلطة الدولة يؤدي غالبا إلى انتشار حوادث السرقة، والنهب، والقتل، والمشاجرات الدامية، وتشير النوازل إلى "حوادث عديدة تسمى "الندمية" وقعت بجيان، ومربيطر، وقرطبة، نجم عنها سقوط قتلى وجرحى ومطالبة أوليائهم بالقصاص") (.
ولعل أبرز ظاهرة تجدر الإشارة إليها باعتبارها وسيلة من وسائل الغشّ والتدليس على النّاس هو التشبه بالملثّمين، فقد عرف المجتمع الأندلسي على عهد المرابطين اللّثام على أنه "يرمز إلى وضعية اجتماعية متميزة") ( لا تخص إلاّ الحكام والأمراء من ذوي السلطان وكان سمة للمدح كقول أحدهم:
قَوْمٌ لهمْ شَرفُ العُلا في حِمْيَرٍ وإذا انْتَمَوْا صنهَاجَةً فهُمُ هُمُ
لماّ حَوَوْا إِحْرَازَ كُـلِّ فضِيلةٍ غَلَبَ الحياءُ عليهِمْ فتَلَثَّمُـوا) (
لكن مع انقلاب الأوضاع السياسية وتردي الأخلاق العامة، استغل العبيد والحشم وحتى بعض الأندلسيين اللثام لارتكاب الشرور والآثام، وإدخال الرعب إلى قلوب النّاس، لذا شدّد ابن عبدون قائلا: "يجب ألاّ يلثّم إلا ّصنهاجي، أو لمتوني، أو لمطي فإنّ الحشم والعبيد ومن لا يجب أن يلثّم يلثّمون على النّاس وينهبونهم ويأتـون أبوابا من الفجور كثيرة بسبب اللّثـام." ) (
بل وصل الحال ببعض الأندلسيين إلى استغلال اللّثام في قضاء حوائجهم فيسارع الناس إلى إكرامهم وتلبية طلباتهم وهم مخدوعون في لباسهم وهيئتهم. وقد كان ابن قزمان واحدا من هؤلاء الذين حاولوا استغلال اللّثام لأجل التخفي في إحدى مغامراته مع النساء:
قُلْتْ يا لَيتْ شِعْرِي آشْ نَعْمَلْ قُمْت عَمَمْت رَاسِي بالحَنْـبَلْ
وفْتـَلْتْ بـْيَدِ وانـْعـْدَلْ شَئ ْعلى شَئْ شَكْلَة بني زَرْوَالْ
جَاتْ لعُمْرِي مْليِحْ شْيَا عْظِيمْ لَـوْلاَ ما تم كُـلُّ في التَعْمِيمْ
أغَاثْ الله وفَضَّل عنْ تَلثِيـمْ الشَبْكِية بَشْ يصْطَدْ السَرْدَالْ) (
ومن خلال هذا العرض الوجيز، يتبين لنا الانحلال الأخلاقي الذي ساد المجتمع الأندلسي حينما انغمس في مباهج المدنية والترف مخلفا وراءه مسؤولية الحفاظ على المبادئ القويمة لدولة إسلامية طالما تربص بها العدو محاولا استرجاع مجده الأول. وبانهيار الكيان الروحي، انهارت معه جميع المقومات، فعجل ذلك سقوط الأندلس، وقد حق من قال: "أن ما أصاب الأمة من ضياع فهو بقدر ما ضيعت من الخط الخلقي السليم") ( حيث كان شرب الخمر والاستغراق في الملذات والإكثار من الجواري والنساء قاسما مشتركا بين كثير من الملوك الذين غرقوا في الفواحش والرذائل. وبالتالي لم يكن هذا التهتك إلا نتيجة لضعف الوازع الديني وضياع القيم الأخلاقية واستئثار اللذة والمنفعة الشخصية بكلّ شي
ومما لاشكّ فيه أن حضارات الأمم تبنى بالأخلاق والقيم دونما أغفل عن جوانب أخرى اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وأن انهيارها مرتبط بالانحلال والانحراف عن الخط السليم لهذه العوامل المتعددة، من هنا كان ضياع الأندلس مسؤولية الحكام والمحكومين على حد سواء.
و سير لعنة الله على الكاذبين إلى يوم الدين لقد أنت لم تتحدثي هنا عن واقع الأندلسيين الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل نصرة الإسلام و إرجاع الأندلس إاى سابق عهدها الأول لما كانت في أوج مجدها انت تكلمت هنا كي تفرغي حقدك فقط من عرب الأندلس لأنك الحقد و الحسد كونك لي ست على الإطلاق بأندلسية قد أعماك فصرت تكتبين الغزعبلات و الكذب على الأندلسيين و تتهمين نساء العرب الشريفات بالدعارة و لعنة الله عليك إلى يوم الدين أيتها الكاذبة أولا نساء العرب كن سيدات القصور في الأندلس و من كن باغيات كن من البربر او من الزنوج فقط و اصلا في ذلك العهد اشتهر بالجواري و التجارة بالجاريات و الفرق كبير جدا بين الجواري و بين العاهرات ثانيا لقد بالغت كثيرا في إلصاق تهمة الفساد و الإنحلال الأخلاق بشباب الأندلس كيف سيكون كل هذا الفساد فمن اذن زرع الحضارة الخالدة منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا في الأندلس و شمال افريقيا ايتها الحقودة التي لا تملكين أصلا و لا فصلا و تحسدين الأندلسيين على نسبهم الأندلسي الراقي و مقالتك هذه تدل على جهلك و تقصيك للمواضيع من ظاهرها فقط و ليس من صلب أحداثها ، و جميع الوثائق التاريخية و الكتب التي تتحدث عن الأمدلس تؤكد أن العرب زرعوا في الأندلس حضارة عربية مشرقية عظيمة من علم و طب و صيدلة و زراعة و حياكة و عمران و رسم و هندسة و فزياء و الكثير الكثير من العلم و الحضارة ايتها الجاهلة بمعرفة مصادر التاريخ و العصر الذي تتحدثين عنه زمن ملوك الطوائف حقيقة ضعفت الأندلس و انحرف بعض الشباب و لكن ليس الإنحراف بمعناه كمثل هذا العصر بل انحرفوا عن الدين و لم ينسوه و كان بسبب فساد السلطات و الحكومة في ذلك العهد و لما تولى أمر الأندلس يوسف ابن تاشفين الذي أعاد الإستقرار لبلااد الأندلس من جديد عادت لسابق عهدها تزخر بالعلم و الدين و الفقه و كل شبانها كانوا من الصالحين و من انحرف منهم عاد لرشده و في النهاية و رغم الآراء و التعاليق التي تصدر من قلوب حاقدة على العرب الأندلسيين تبقى الحضارة الأندلسية أروع حضارة مرت في التاريخ الأنساب العربية الأندلسية أرقى الأنساب و أنبلها في شمال إفريقيا و العالم العربي كله
عفوا لقد ارتكبت بعض الأخطاء لكن بسبب سرعتي في الكتابة على بصمات الهاتف و ليس جهلا لحروف الكتابة طبعا
و كل هذه الأشعار التي ذكرتيها لاتدل على التدني و انهيار الأخلاق في الأندلس بل تدل على الرقي و التحضر و الثقافة الشعرية العربية في الأندلس و احب ان أوضح لك أمرا مهما أن سبب انهيار الأندلس هو اتحاد القوة الناتجة عن اتحاد ايزابيلا و الفونسو بجيشين جبارين غلب الجيش العربي لأن أعدادهم كانت تفوق اعداد الجيش العربي بعشرات المرات و مع ذلك لقد غفلت عن ذكر محمد ابن أمية الموريسكي الأندلسي العربي ابذي قاد حرب البشرات و حاول بكل قوته و جيشه استعادة الأندلس حيث قام هو الموريسكيون بثورة كبيرة ضد الإسبان في الأندلس بعد سقوط غرناطة بمائة سنة على الأقل لكنه تعرض للخيانة من طرف أحد مشاركيه في الثورة الذي وشى به للإسبان فقتل على يد الإسبان بمساعدة بعض الخونة و هذا ما دمتي لم تذكريه فإنه يعد دليلا على أنك لست على معرفة كبيرة بتاريخ الأندلس و تنقصك الكثير من المعلومات التاريخية و في النهاية تبقى الحضارة الأندلسية أرقى و أعظم حضارة عرفها العالم و تبقى الأنساب الأندلسية أرقى و أنبل الأنساب في شمال افريقيا و العالم العربي كله و حتى الاسبان يفتخرون بالحضارة الأندلسية و لا ينكرون فضل العرب المشارقة على بلادهم التي زرعو فيها العلم و المعرفة و الحضارة
و كل هذه الأشعار التي ذكرتيها لاتدل على التدني و انهيار الأخلاق في الأندلس بل تدل على الرقي و التحضر و الثقافة الشعرية العربية في الأندلس و احب ان أوضح لك أمرا مهما أن سبب انهيار الأندلس هو اتحاد القوة الناتجة عن اتحاد ايزابيلا و الفونسو بجيشين جبارين غلب الجيش العربي لأن أعدادهم كانت تفوق اعداد الجيش العربي بعشرات المرات و مع ذلك لقد غفلت عن ذكر محمد ابن أمية الموريسكي الأندلسي العربي ابذي قاد حرب البشرات و حاول بكل قوته و جيشه استعادة الأندلس حيث قام هو الموريسكيون بثورة كبيرة ضد الإسبان في الأندلس بعد سقوط غرناطة بمائة سنة على الأقل لكنه تعرض للخيانة من طرف أحد مشاركيه في الثورة الذي وشى به للإسبان فقتل على يد الإسبان بمساعدة بعض الخونة و هذا ما دمتي لم تذكريه فإنه يعد دليلا على أنك لست على معرفة كبيرة بتاريخ الأندلس و تنقصك الكثير من المعلومات التاريخية و في النهاية تبقى الحضارة الأندلسية أرقى و أعظم حضارة عرفها العالم و تبقى الأنساب الأندلسية أرقى و أنبل الأنساب في شمال افريقيا و العالم العربي كله و حتى الاسبان يفتخرون بالحضارة الأندلسية و لا ينكرون فضل العرب المشارقة على بلادهم التي زرعو فيها العلم و المعرفة و الحضارة
عفوا لقد ارتكبت بعض الأخطاء لكن بسبب سرعتي في الكتابة على بصمات الهاتف و ليس جهلا لحروف الكتابة طبعا
و سير لعنة الله على الكاذبين إلى يوم الدين لقد أنت لم تتحدثي هنا عن واقع الأندلسيين الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل نصرة الإسلام و إرجاع الأندلس إاى سابق عهدها الأول لما كانت في أوج مجدها انت تكلمت هنا كي تفرغي حقدك فقط من عرب الأندلس لأنك الحقد و الحسد كونك لي ست على الإطلاق بأندلسية قد أعماك فصرت تكتبين الغزعبلات و الكذب على الأندلسيين و تتهمين نساء العرب الشريفات بالدعارة و لعنة الله عليك إلى يوم الدين أيتها الكاذبة أولا نساء العرب كن سيدات القصور في الأندلس و من كن باغيات كن من البربر او من الزنوج فقط و اصلا في ذلك العهد اشتهر بالجواري و التجارة بالجاريات و الفرق كبير جدا بين الجواري و بين العاهرات ثانيا لقد بالغت كثيرا في إلصاق تهمة الفساد و الإنحلال الأخلاق بشباب الأندلس كيف سيكون كل هذا الفساد فمن اذن زرع الحضارة الخالدة منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا في الأندلس و شمال افريقيا ايتها الحقودة التي لا تملكين أصلا و لا فصلا و تحسدين الأندلسيين على نسبهم الأندلسي الراقي و مقالتك هذه تدل على جهلك و تقصيك للمواضيع من ظاهرها فقط و ليس من صلب أحداثها ، و جميع الوثائق التاريخية و الكتب التي تتحدث عن الأمدلس تؤكد أن العرب زرعوا في الأندلس حضارة عربية مشرقية عظيمة من علم و طب و صيدلة و زراعة و حياكة و عمران و رسم و هندسة و فزياء و الكثير الكثير من العلم و الحضارة ايتها الجاهلة بمعرفة مصادر التاريخ و العصر الذي تتحدثين عنه زمن ملوك الطوائف حقيقة ضعفت الأندلس و انحرف بعض الشباب و لكن ليس الإنحراف بمعناه كمثل هذا العصر بل انحرفوا عن الدين و لم ينسوه و كان بسبب فساد السلطات و الحكومة في ذلك العهد و لما تولى أمر الأندلس يوسف ابن تاشفين الذي أعاد الإستقرار لبلااد الأندلس من جديد عادت لسابق عهدها تزخر بالعلم و الدين و الفقه و كل شبانها كانوا من الصالحين و من انحرف منهم عاد لرشده و في النهاية و رغم الآراء و التعاليق التي تصدر من قلوب حاقدة على العرب الأندلسيين تبقى الحضارة الأندلسية أروع حضارة مرت في التاريخ الأنساب العربية الأندلسية أرقى الأنساب و أنبلها في شمال إفريقيا و العالم العربي كله