جاد لي الغيث من صبّه فرواني..
وسحّ غمام بشراه بجميل لقياني..
سحر الوجود بحرفه يطرق طيب المعاني..
فهمست رماله ونطقت بجميل سبك وحسن بيان..
وتناغمت حبّاتها تروي ضمأ الفارس العطشان..
قال: هلمّي دفئيني إنما البدر منك ضياء ورحل..
لم يعد يلمح الا نبض قلب والوجد منه نار قد اشتعل..
تمثّلها طيرا على الأيك يغني..
او هي الغيث اذا هطل على الزرع نبت...
احتارت حروفه كيف يرسم بسمة الروح منها ؟؟
أو كيف يشمّ عطرها؟؟
بل كيف يذوق منها الشهد وكذا العسل .؟؟
كيف يرسم المشي منها ..؟؟
فخالها طاووسا يحكي دلالا على مهل..
لم تسعه الأرض من تألّقها..
فمدّ جسر وصاله والموعد يهفو به على غير عجل.
الصبر نفذ والراحلة تُسارع اللحاق بالركبان..
طربت الارض بلقياهم كأنها تغريدة بلبل تاه في العنوان..
فكانت كالسنديان شموخا والجرأة منها وكذا العنفوان ..
قال: احب همسك وعطرك ولم ينس المشي و ذا المكان ...
يحكي صبابته والقلب به حرقة المولع والفؤاد ينبض في توقان.
والخطى من زهوه تتمايل قال: صوريني؟؟
هتف ها هنا المكان ينادينا و الفضاء الرحب والبحر الجميل..
حامت حوله كفراشة خجلى والحمرة كستها والتدليل..
زرقة البحر من حوله ترقص قطراتُها..شوقا اليه فتميلُ..
والشجر في كلّ زاوية يظلّه..يحكي مشيه والمسير..
في لوعة يضمّ فؤادها والصبابة تحدو به تناغي القلب فيطير.
مزهوة الأطلال بضمّة منه والجرأة تحكي التقبيل..
مسح على وجنتيها من غرامها ولفّها حنانا حقيقة لا تمثيل..
ينسج بحضرتها لوحة طالما حلم بأصباغها مزخرفة الألوان...
تناغمت رسومها وتناسقت بريشة ذاك الماهر الفنان..
خماسية تزينت ربوعها وضربت لي موعدا في الجنان..
ثمِلتُ من صبابتي وتمايلتُ مع الشطئان...
أحكي قصة مغرم اكحل الطرف جاد بكل بيان..
د/سامية جباري /5 ديسمبر..